×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

وقوله: «فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِه» أي: يجعلانه يهوديًّا، «أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِه»: أو يجعلانه نصرانيًّا أو مجوسيًّا، كل واحد يربي ولده على دينه الفاسد، ولم يقل: أو يسلمانه؛ لأنَّ الأصل هو الإسلام فطرة الله، فلو أن الفطرة تركت على صلاحها، وسقيت بماء الوحي والكتاب والسُّنة لاستقامت، لكنها إذا سقيت بالشكوك والأوهام والخرافات والكذب انحرفت والعياذ بالله. فدل هذا على أن التوحيد وإفراد الله بالعبادة هو دين الفطرة، وأن الشرك مخالف للفطرة.

وقوله تعالى: ﴿فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيۡهَاۚ ليس هناك مولود يولد على غير الفطرة أبدًا، لكن التغيير يأتي فيما بعد، ولهذا قال: ﴿لَا تَبۡدِيلَ لِخَلۡقِ ٱللَّهِۚ وإنما المخلوق هو الذي يغير ويبدل، أما الخلق فلا يغير ولا يبدل، ﴿ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ دين الفطرة هو دين القيم، ﴿فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفٗاۚ فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيۡهَاۚ لَا تَبۡدِيلَ لِخَلۡقِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ٣٠مُنِيبِينَ إِلَيۡهِ وَٱتَّقُوهُ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَلَا تَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ٣١ أي: تائبين راجعين إليه سبحانه وتعالى، ﴿وَٱتَّقُوهُ: اتقوا الله سبحانه وتعالى، ﴿وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ: نص على الصلاة لأنها عمود الإسلام وتنهى عن الفحشاء والمنكر، ﴿وَلَا تَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ الذين تركوا الدين القيم وانحرفوا إلى الأديان الفاسدة هم المشركون: ﴿مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗاۖ فرقًا، ﴿كُلُّ حِزۡبِۢ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ قوله: «وَهَذَا هُوَ دِينُ الإِْسْلاَمِ الَّذِي لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ دِينًا غَيْرَهُ مِنَ الأَْوَّلِينَ والآخرين». هذا هو الدين القيم دين الإسلام، وهو فطرة الله التي فطر الناس عليها.


الشرح