وقال تعالى: ﴿فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ
لِلدِّينِ حَنِيفٗاۚ فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيۡهَاۚ لَا تَبۡدِيلَ
لِخَلۡقِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا
يَعۡلَمُونَ ٣٠مُنِيبِينَ إِلَيۡهِ وَٱتَّقُوهُ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَلَا
تَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ٣١مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ
شِيَعٗاۖ كُلُّ حِزۡبِۢ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ ٣٢﴾ [الروم: 30- 32].
وَهَذَا هُوَ دِينُ
الإِْسْلاَمِ الَّذِي لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ دِينًا غَيْرَهُ مِنَ الأَْوَّلِينَ
والآخرين، كَمَا قَدْ بُسِطَ الْكَلاَمُ عَلَيْهِ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ.
****
الشرح
أمر الله جل وعلا نبيه صلى الله عليه وسلم وهو أمر لجميع المسلمين: ﴿فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ﴾ أي: أخلص عملك لله من الشرك، ﴿حَنِيفٗاۚ﴾ أي: مقبلاً على الله معرضًا عما سواه، وهذه ملة إبراهيم عليه السلام، ﴿فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيۡهَاۚ﴾ الله فطر الناس على التوحيد، قال صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ»: على التوحيد، «فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِه» ([1]). والتربية هي التي تحرف الطفل وتغيِّر الفطرة الطيبة إلى فطرة فاسدة، مثل: التربة الصالحة للزراعة إذا تصرف فيها ودخلها مغيرات تغيرت وصارت لا تصلح للزراعة، كذلك الفطرة إذا فسدتْ لا تصلح للدين ولا لشيءٍ، فإن حوفظ على الفطرة وسقيت بالوحي المنزل صارت فطرة مسلمة، وإنْ سقيت بماء خبيث فاسد تغيرت وفسدتْ، وصارت لا تنبت، فالفطرة لا تكفي وحدها، بل لا بدَّ من الوحي، لكن الفطرة السليمة تكون قابلة للوحي، والفطرة الفاسدة لا تقبل الوحي.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1359)، ومسلم رقم (2658).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد