وفي الآية الأخرى: ﴿إِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمۡ
أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 92]
أمرهم الله جل وعلا ألا يتفرقوا، فعصوا وتفرقوا في معتقداتهم، وخالفوا أمر الله
سبحانه وتعالى، ﴿فَتَقَطَّعُوٓاْ
أَمۡرَهُم بَيۡنَهُمۡ زُبُرٗاۖ﴾، كل حزبٍ عنده كتب ومؤلفات، والواجب يجب أن تكون كتب
العقيدة واحدة ما فيها اختلاف مبنية على الكتاب والسنة، فهم تفرقوا، ﴿فَتَقَطَّعُوٓاْ أَمۡرَهُم
بَيۡنَهُمۡ زُبُرٗاۖ كُلُّ حِزۡبِۢ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ﴾ [المؤمنون: 53]،
وهذه مصيبة؛ لأن الإنسان المخالف قد يرجع، لكن الذي يفرح بما هو عليه لا يرجع؛
لأنه يعتقد أنه على صواب، والمخالف حتى في الفروع لا يفرح بمخالفته، وإنما يخاف
أنه مخطئ، ولذلك يتحرى الدليل والصواب، ولا يجزم بأنه مصيب أبدًا، فهذا هو الذي
يمكن أن يرجع إلى الصواب، لكن الذي يصر على ما هو عليه، ويفرح بما هو عليه يصعب
رجوعه؛ لأنه يعتقد أنه على حق فيعتد بنفسه وبمذهبه، وهذا هو الواقع اليوم في
العالم الإسلامي؛ إلا مَن رحم الله.
وهناك من يدعو إلى هذا الآن ويقول: الناس أحرار في عقيدتهم، لا تحجروا الناس، لا تصادروا آراء الآخرين، لا تفرضوا آراءكم على الآخرين!! صارت المسألة آراء، والمسألة ما هي بآراء؛ إنما المسألة عقيدة، والعقيدة مبناها الكتاب والسنة، ونحن لا ندعوهم إلى مذاهبنا أو أقوالنا، وإنما ندعوهم إلى الكتاب والسنة، نقول: لعلنا نحن مخطئون، فتعالوا لنرى من المخطئ، والمخطئ يرجع إلى الصواب. فنحن لا نصادر آراء الناس أو نفرض آراءنا عليهم، إنما نفرض عليهم ما جاء في الكتاب والسنة، بل الله جل وعلا هو الذي فرضه عليهم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد