كَفَرُواْ﴾ أي: سحروا، ﴿يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ﴾ فدلَّ على أن السحر
كفر - تعلمه وتعليمه - مخرج من الملة، ﴿وَمَآ
أُنزِلَ عَلَى ٱلۡمَلَكَيۡنِ﴾ فالسحر يأتي من قبل الشياطين. وأنزل الله جل وعلا
ملكين، أحدهما هاروت، والثاني ماروت يعلمان السحر؛ لأجل ابتلاء العباد، من الذي
يقبل السحر؟ ومن الذي لا يقبله ولا يتمسك بدينه؟ ومع هذا الملكان ينصحان لمَن جاء
يتعلم: ﴿وَمَا
يُعَلِّمَانِ مِنۡ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَآ إِنَّمَا نَحۡنُ فِتۡنَةٞ﴾ أي: اختبار، لا
نعلم السحر إقرارًا له، وإنما نعلمه لأجل الابتلاء والامتحان للناس، من الذي يتمسك
بدينه ويترك السحر، ومن الذي يقبل؟ الله يبتلي العباد بلا شك ويختبرهم بواسطة
الملائكة، وبواسطة غيرهم، ﴿حَتَّىٰ
يَقُولَآ إِنَّمَا نَحۡنُ فِتۡنَةٞ﴾ أي: امتحان، ﴿فَلَا تَكۡفُرۡۖ﴾، ما قالا: لا تعلم
السحر، بل قالا: لا تكفر؛ لأن السحر كفر، ﴿فَلَا
تَكۡفُرۡۖ﴾ أي: لا تتعلم السحر، ﴿فَيَتَعَلَّمُونَ
مِنۡهُمَا﴾، الذي يقبل هذا ويقدم عليه ماذا يتعلم؟ ﴿مَا يُفَرِّقُونَ بِهِۦ
بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَزَوۡجِهِۦۚ﴾، وهو ما يسمى بالصرف والعطف، فالسحر فيه إفساد بين
الناس، ﴿وَمَا هُم
بِضَآرِّينَ بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا
يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡۚ﴾، هذا دليل آخر على أن السحر محرم؛ لأنه ضرر محض، فما
كان ضررًا محضًا أو راجحًا فإنه حرام.
ثم قال: ﴿وَلَقَدۡ عَلِمُواْ﴾ وهذا موضع آخر يدل على كفر الساحر من الآية الكريمة، ﴿وَلَقَدۡ عَلِمُواْ﴾ - أي: اليهود - ﴿لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ﴾ أي: باع دينه واشترى السحر ﴿مَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ﴾ أي: الجنة ﴿مِنۡ خَلَٰقٖۚ﴾ أي: نصيب، والذي ليس له نصيب في الجنة هو الكافر، فدل على أن السحر كفر، ثم قال: ﴿وَلَوۡ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ﴾ أي: تركوا السحر، فدل على أن أخذ السحر مناف للإيمان، ﴿وَٱتَّقَوۡاْ﴾ الله عز وجل ﴿لَمَثُوبَةٞ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد