×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 بعده، فسخر له الشياطين ومردة الجن يشتغلون بأمره، ويعملون له أعمالاً هائلة، ويتصرف فيهم عليه الصلاة والسلام إتمامًا لملكه وسلطانه، فلما مات عليه الصلاة والسلام وجدوا تحت كرسيه أو قريبًا من مكانه سحرًا وضعته الشياطين، فقالت اليهود: إن سليمان ما سيطر على الجن والمردة إلا بالسحر، ووصفوا نبي الله بالسحر، قالوا: ساحر، ولذلك سيطر على مردة الجن والشياطين. الله جل وعلا نفى هذا عن نبيه، فقال: ﴿وَلَمَّا جَآءَهُمۡ رَسُولٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٞ لِّمَا مَعَهُمۡ نَبَذَ فَرِيقٞ مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ كِتَٰبَ ٱللَّه [البقرة: 101]. أي: اليهود نبذوا كتاب الله وهو التوراة، ﴿وَلَمَّا جَآءَهُمۡ رَسُولٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٞ لِّمَا مَعَهُمۡ نَبَذَ فَرِيقٞ مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَرَآءَ ظُهُورِهِمۡ كَأَنَّهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ ١٠١وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتۡلُواْ ٱلشَّيَٰطِينُ عَلَىٰ مُلۡكِ سُلَيۡمَٰنَۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيۡمَٰنُ وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ وَمَآ أُنزِلَ عَلَى ٱلۡمَلَكَيۡنِ بِبَابِلَ هَٰرُوتَ وَمَٰرُوتَۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنۡ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَآ إِنَّمَا نَحۡنُ فِتۡنَةٞ فَلَا تَكۡفُرۡۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنۡهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِۦ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَزَوۡجِهِۦۚ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡۚ وَلَقَدۡ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖۚ وَلَبِئۡسَ مَا شَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ ١٠٢ [البقرة101- 102]. أي: ما تتبع الشياطين وهم يتبعون السحر، ﴿عَلَىٰ مُلۡكِ سُلَيۡمَٰنَۖ أي: على عهد ملك سليمان في وقته، ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيۡمَٰنُ، نفى الله عن نبيه الكفر؛ لأن الكفر لا يليق بالرسل، فكيف يسحر سليمان؟ فدلَّ على أن السحر كفر، ما قال: وما سحر سليمان، قال: ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيۡمَٰنُ؛ ليدل على أن السحر كفر، والكفر لا يليق بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام، بل لا يليق بالمؤمنين، فكيف يليق بالأنبياء؟ ﴿وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ


الشرح