وَكَثِيرٌ مِنْ هَؤُلاَءِ
يَطِيرُ فِي الْهَوَاءِ وَتَكُونُ الشَّيَاطِينُ قَدْ حَمَلَتْهُ وَتَذْهَبُ بِهِ
إلَى مَكَّةَ وَغَيْرِهَا، وَيَكُونُ مَعَ ذَلِكَ زِنْدِيقًا يَجْحَدُ الصَّلاَةَ
وَغَيْرَهَا مِمَّا فَرَضَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَيَسْتَحِلُّ الْمَحَارِمَ
الَّتِي حَرَّمَهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ. وَإِنَّمَا يَقْتَرِنُ بِهِ أُولَئِكَ
الشَّيَاطِينُ لِمَا فِيهِ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفُسُوقِ وَالْعِصْيَانِ، حَتَّى
إذَا آمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَابَ وَالْتَزَمَ طَاعَةَ اللَّهِ
وَرَسُولِهِ، فَارَقَتْهُ تِلْكَ الشَّيَاطِينُ وَذَهَبَتْ تِلْكَ الأَْحْوَالُ
الشَّيْطَانِيَّةُ مِنَ الإِخْبَارَاتِ وَالتَّأْثِيرَاتِ.
وَأَنَا أَعْرِفُ
مِنْ هَؤُلاَءِ عَدَدًا كَثِيرًا بِالشَّامِ وَمِصْرَ وَالْحِجَازِ وَالْيَمَنِ،
وَأَمَّا الْجَزِيرَةُ وَالْعِرَاقُ وَخُرَاسَانُ وَالرُّومُ فَفِيهَا مِنْ هَذَا
الْجِنْسِ أَكْثَرُ مِمَّا بِالشَّامِ وَغَيْرِهَا، وَبِلاَدُ الْكُفَّارِ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ أَعْظَمُ.
****
الشرح
قوله: «وَكَثِيرٌ مِنْ هَؤُلاَءِ يَطِيرُ فِي
الْهَوَاءِ وَتَكُونُ الشَّيَاطِينُ قَدْ حَمَلَتْهُ وَتَذْهَبُ بِهِ إلَى مَكَّةَ
وَغَيْرِهَا». كثير من هؤلاء الذين يتعاملون مع الشياطين، وتخدمهم الشياطين،
ومن خدمتهم لهم أنهم يطيرون بهم في الهواء؛ لأن الشيطان يطير في الهواء بما أعطاه
الله من قدرة على هذا، فيحمل الإنسي الذي آمن به وخدمه، ويطير به في الهواء، ويذهب
به مسافة بعيدة، فيظن من يراهم على هذه الحال من الجهال أن هذه كرامة لهم،
ويقولون: هذا ولي، إنه طار في الهواء!! ولا يدرون أن الذي طار به الشيطان،
فيعبدونه من دون الله، ويقولون: هذا له كرامات، يذهب إلى مكة ويرجع، ويشاهد في مكة
وفي بلده في وقت واحد. ولا يدرون أنه يعبد الشيطان، وأن الشيطان يحمله إلى ما يريد
ويأتي به.
ويذكر أن إنسيًّا
حمله الشيطان، فبينما وهو في الهواء قال: «لا
إله
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد