×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 إلا الله» فأسقطه الشيطان لما ذكر الله سبحانه وتعالى؛ لأنه نقض الشرط الذي بينه وبينه.

قوله: «وَيَكُونُ مَعَ ذَلِكَ زِنْدِيقًا يَجْحَدُ الصَّلاَةَ وَغَيْرَهَا مِمَّا فَرَضَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَيَسْتَحِلُّ الْمَحَارِمَ الَّتِي حَرَّمَهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ». زنديقًا وليس وليًّا من أولياء الله، والزنديق: هو الملحد، وما خدمته الشياطين إلا لأنه زنديق ملحد، والشياطين لا تقرب أولياء الله على الحقيقة، يحترقون لو قربوا من ولي الله عز وجل، ويحرقهم ذكر الله، ويحرقهم ذِكر القرآن وقراءة القرآن، فلا يقربون أهل الإيمان، قال تعالى: ﴿هَلۡ أُنَبِّئُكُمۡ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَٰطِينُ ٢٢١تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٖ ٢٢٢ [الشعراء: 221، 222] لا تنزل الشياطين على أهل الإيمان أبدًا.

قوله: «وَإِنَّمَا يَقْتَرِنُ بِهِ أُولَئِكَ الشَّيَاطِينُ لِمَا فِيهِ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفُسُوقِ وَالْعِصْيَانِ». هذا السبب لما كفر بالله وأطاعهم خدموه.

قوله: «حَتَّى إذَا آمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَابَ وَالْتَزَمَ طَاعَةَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَارَقَتْهُ تِلْكَ الشَّيَاطِينُ». لو تاب هذا المسكين الذي تخدمه الشيطان تخلى عنه الشيطان ولم يخدمه، فدل على أنه يوم أن كان مطيعًا للشيطان كان الشيطان يخدمه، فلما عصى الشيطان وأطاع الله، الشيطانُ تولى عنه.

قوله: «وَأَنَا أَعْرِفُ مِنْ هَؤُلاَءِ عَدَدًا كَثِيرًا بِالشَّامِ وَمِصْرَ وَالْحِجَازِ وَالْيَمَنِ». الشيخ رحمه الله يخبر عن يقين ومشاهدة، هو رأى أناسًا من هذا النوع الذي تخدمهم الشياطين، وتطير بهم في الهواء، ويذهبون إلى مكة، ويذهبون إلى الحج يوم عرفة، ولا يحرمون، ولا يطوفون، ولا يسعون، إنما يذهبون إلى عرفة ويرجعون، يقولون: نحن ما علينا


الشرح