×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 وَقَدْ جَرَتْ هَذِهِ الْقَضِيَّةُ لِبَعْضِ مَنْ حُمِلَ هُوَ وَطَائِفَة مَعَهُ مِنَ الإسكندريةِ إلَى عَرَفَةَ، فَرَأَى مَلاَئِكَةً تَنْزِلُ وَتَكْتُبُ أَسْمَاءَ الْحُجَّاجِ فَقَالَ: هَلْ كَتَبْتُمُونِي؟ قَالُوا: أَنْتَ لَمْ تَحُجَّ كَمَا حَجَّ النَّاسُ، أَنْتَ لَمْ تَتْعَبْ وَلَمْ تُحْرِمْ وَلَمْ يَحْصُلْ لَكَ مِنَ الْحَجِّ الَّذِي يُثَابُ النَّاسُ عَلَيْهِ مَا حَصَلَ لِلْحُجَّاجِ.

وَكَانَ بَعْضُ الشُّيُوخِ قَدْ طَلَبَ مِنْهُ بَعْضُ هَؤُلاَءِ أَنْ يَحُجَّ مَعَهُمْ فِي الْهَوَاءِ، فَقَالَ لَهُمْ: هَذَا الْحَجُّ لاَ يَسْقُطُ بِهِ الْفَرْضُ عَنْكُمْ؛ لأَِنَّكُمْ لَمْ تَحُجُّوا كَمَا أَمَرَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ.

****

الشرح

قوله: «وَقَدْ جَرَتْ هَذِهِ الْقَضِيَّةُ لِبَعْضِ مَنْ حُمِلَ هُوَ وَطَائِفَة مَعَهُ مِنَ الإسكندريةِ إلَى عَرَفَةَ» معه ركاب ليس وحده، «فَرَأَى مَلاَئِكَةً تَنْزِلُ وَتَكْتُبُ أَسْمَاءَ الْحُجَّاجِ»، رأى ملائكة من ملائكة الله تكتب الحجاج، وقال لهم: اكتبوني، قالوا: لا، ما أنت بحاج، فأبطلوا عمله هذا.

قوله: «قَالُوا أَنْتَ: لَمْ تَحُجّ كَمَا حَجَّ النَّاسُ، أَنْتَ لَمْ تَتْعَبْ وَلَمْ تُحْرِمْ وَلَمْ يَحْصُلْ لَك مِنَ الْحَجِّ...»، الحمد لله، فضحه اللهُ.

قوله: «وَكَانَ بَعْضُ الشُّيُوخِ قَدْ طَلَبَ مِنْهُ بَعْضُ هَؤُلاَءِ أَنْ يَحُجَّ مَعَهُمْ فِي الْهَوَاءِ». طلبوا منه أن يحج معهم على طريقتهم، «فَقَالَ لَهُمْ: هَذَا الْحَجُّ لاَ يَسْقُطُ بِهِ الْفَرْضُ عَنْكُمْ؛ لأَِنَّكُمْ لَمْ تَحُجُّوا كَمَا أَمَرَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ». بيَّنَ لهم أن ما يفعلونه ليس مما أمر الله به ورسوله، وأنه لا يسقط فريضة الحج عنهم، فلا يعتبر حجًّا.


الشرح