وقوله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ
الَّذِي تَدْعُونَهُ أَقْرَبُ إلَى أَحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ رَاحِلَتِهِ»، وهو
فوق العرش سبحانه وتعالى فوق مخلوقاته فإنه يسمع ويرى، فلا يخفي عليه شيء في الأرض
ولا في السماء.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «إذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إلَى صَلاَتِهِ فَلاَ يَبْصُقَن قِبَلَ وَجْهِهِ»، فيه أن الله جل وعلا ينصب وجهه الكريم لوجه عبده المصلي، يسمع دعاءه ومناجاته، ويجيبه سبحانه وتعالى: «قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الفاتحة: 2]، قَالَ اللهُ تعالى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: ﴿ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: 1]، قَالَ اللهُ تعالى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: ﴿مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ﴾ [الفاتحة: 4]، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي - وقال مَرَّةً: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي - فَإِذَا قَالَ: ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 5] قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ» ([1]). فهذا دليل على أن الله قريب من المصلي، مع علوه فوق عرشه، قريب في علوه، عليٌّ في دنوه سبحانه وتعالى. وقوله صلى الله عليه وسلم: «فَلاَ يَبْصُقَنَّ قِبَلَ وَجْهِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ وَلاَ عَنْ يَمِينِهِ، فَإِنَّ عَنْ يَمِينِهِ مَلَكًا، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ». وهذا إذا كان في غير المسجد يبصق تحت قدمه، أما إذا كان بالمسجد فلا يبصق تحت قدمه، ولكن يبصق في منديل أو في كمه.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (395).
الصفحة 10 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد