فَلَمَّا سَأَلُوهُ عَنْهُ
سبحانه وتعالى قَالَ: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ
عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ﴾ [البقرة: 186]
فَلَمْ يَقُلْ سُبْحَانَهُ: فَقُلْ، بَلْ قال تعالى: ﴿فَإِنِّي
قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ﴾ فَهُوَ قَرِيبٌ
مِنْ عِبَادِهِ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الْحَدِيثِ لَمَّا
كَانُوا يَرْفَعُونَ أَصْوَاتَهُمْ بِالذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ فَقَالَ: «أَيُّهَا
النَّاسُ، أَرْبِعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْعُونَ أَصَمَّ
وَلاَ غَائِبًا؛ إنَّمَا تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا، إنَّ الَّذِي تَدْعُونَهُ
أَقْرَبُ إلَى أَحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ رَاحِلَتِهِ» ([1])، وقال النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم: «إذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إلَى صَلاَتِهِ فَلاَ يَبْصُقَن
قِبَلَ وَجْهِهِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ وَلاَ عَنْ يَمِينِهِ، فَإِنَّ
عَنْ يَمِينِهِ مَلَكًا وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ» ([2]). وَهَذَا
الْحَدِيثُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ.
****
الشرح
قوله: «فَلَمَّا سَأَلُوهُ عَنْهُ سبحانه وتعالى قَالَ: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ﴾ سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الله فقالوا: أقريب ربنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟ فأنزل الله جل وعلا: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ﴾ [البقرة: 186]. ثم لما رفع الصحابة رضي الله عنهم أصواتهم بالدعاء، قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: «أَيُّهَا النَّاسُ، أَرْبِعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ؛ فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِبًا، إنَّمَا تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا، إنَّ الَّذِي تَدْعُونَهُ أَقْرَبُ إلَى أَحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ رَاحِلَتِهِ». فالله قريب مجيب، قريب في علوه، عليٌّ في دنوه، فهو عليٌّ فوق مخلوقاته، وقريب ممن سأله.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2992)، ومسلم رقم (2704).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد