ثم ذكر ما عند المشركين من الأخطاء العظيمة، فكيف تعيرون المسلمين بخطأ
ارتكبوه عن الجهاد، ولا ترون ما عندكم من الأخطاء، ﴿وَصَدٌّ
عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ﴾، مَن الذي صد عن سبيل الله؟ المشركون، ﴿وَكُفۡرُۢ بِهِۦ﴾ من الكافر؟
المشركون، ﴿وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ
وَإِخۡرَاجُ أَهۡلِهِۦ مِنۡهُ أَكۡبَرُ عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ من الذي أخرج
المسلمين من مكة؟ المشركون، ﴿وَٱلۡفِتۡنَةُ
أَكۡبَرُ مِنَ ٱلۡقَتۡلِۗ﴾ [البقرة: 217]: امتحانكم للناس على دينهم لأجل أن
يرجعوا عن دينهم، هذا أكبر من القتل، فالفتنة عن الدين أشد من القتل، وكونه يقتل
إنسانًا متمسكًا بدينه ولا يفتن عن دينه ولا يموت على غير دينه. وهذا كله من جرائم
المشركين، فكيف تنتقدون المسلمين على خطأ واحد وقع من بعضهم عن اجتهاد، ولا تنظرون
إلى الأخطاء التي عندكم الفظيعة؟!
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد