قال
تعالى: ﴿يَسَۡٔلُونَكَ
مَاذَا يُنفِقُونَۖ قُلۡ مَآ أَنفَقۡتُم مِّنۡ خَيۡرٖ فَلِلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَ
وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۗ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ
خَيۡرٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٞ﴾ [البقرة: 215] يسألونه أين
يقسمون نفقاتهم؟ فأجابهم الله جل وعلا وبيَّن لهم مصارف النفقات.
ولما أنزل الله قوله
تعالى: ﴿وَإِن كَانَ
رَجُلٞ يُورَثُ كَلَٰلَةً أَوِ ٱمۡرَأَةٞ﴾ [النساء: 12] سألوا
الرسول صلى الله عليه وسلم عن المراد بالكلالة المذكورة في هذه السورة، فأجابهم
الله آخر السورة بقوله: ﴿يَسۡتَفۡتُونَكَ
قُلِ ٱللَّهُ يُفۡتِيكُمۡ فِي ٱلۡكَلَٰلَةِۚ إِنِ ٱمۡرُؤٌاْ هَلَكَ لَيۡسَ لَهُۥ
وَلَدٞ وَلَهُۥٓ أُخۡتٞ فَلَهَا نِصۡفُ مَا تَرَكَۚ﴾ [النساء: 176] إلى
آخر الآية.
ومثل ذلك قوله
تعالى: ﴿وَيَسَۡٔلُونَكَ
عَنِ ٱلۡمَحِيضِۖ قُلۡ هُوَ أَذٗى فَٱعۡتَزِلُواْ ٱلنِّسَآءَ فِي ٱلۡمَحِيضِ﴾ [البقرة: 222]،
وقوله تعالى: ﴿يَسَۡٔلُونَكَ
عَنِ ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِۖ قُلۡ فِيهِمَآ إِثۡمٞ كَبِيرٞ وَمَنَٰفِعُ
لِلنَّاسِ وَإِثۡمُهُمَآ أَكۡبَرُ مِن نَّفۡعِهِمَاۗ﴾ [البقرة: 219]،
فالله هو الذي يجيب عن أسئلتهم، ويبلغهم الرسول صلى الله عليه وسلم إجابة الله على
أسئلتهم، فهو واسطة بيننا وبين الله في تبليغ الرسالة.
وقوله: ﴿يَسَۡٔلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهۡرِ
ٱلۡحَرَامِ قِتَالٖ فِيهِۖ قُلۡ قِتَالٞ فِيهِ كَبِيرٞۚ﴾ [البقرة: 217] لما
أرسل النبي صلى الله عليه وسلم سرية من الصحابة رضي الله عنهم إلى ناس من
المشركين، فصادفوهم في بداية الشهر ذي القعدة، وشهر ذي القعدة شهر حرام يحرم
القتال فيه، فالصحابة رضي الله عنهم أغاروا عليهم، وقتلوا منهم، وأخذوا ما معهم،
فالمشركون عيروا الصحابة رضي الله عنهم بأنهم قاتلوا في الشهر الحرام، وهذا خطأ
بلا شك، ففرح المشركون بهذا الخطأ، وصاروا يعيرون المسلمين، فأنزل الله جل وعلا: ﴿يَسَۡٔلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهۡرِ
ٱلۡحَرَامِ قِتَالٖ فِيهِۖ﴾ أي: عن القتال فيه، ﴿قُلۡ
قِتَالٞ فِيهِ كَبِيرٞۚ﴾ أي: معصية كبيرة؛ أي: ما فعلوه في القتال فيه خطأ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد