وَقَدْ كَانَ الصَّحَابَةُ
رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِم إذَا سَأَلُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ
الأَْحْكَامِ، أُمِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِإِجَابَتِهِمْ، كَمَا
قال تعالى: ﴿يَسَۡٔلُونَكَ
عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ﴾ [البقرة: 189]، ﴿وَيَسَۡٔلُونَكَ مَاذَا
يُنفِقُونَۖ قُلِ ٱلۡعَفۡوَۗ﴾ [البقرة: 219]، ﴿يَسَۡٔلُونَكَ
عَنِ ٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ قِتَالٖ فِيهِۖ قُلۡ قِتَالٞ فِيهِ كَبِيرٞۚ﴾ [البقرة: 217]
إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ مَسَائِلِهِمْ.
****
الشرح
قوله: «وَقَدْ كَانَ الصَّحَابَةُ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ إذَا سَأَلُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الأَْحْكَامِ، أُمِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِإِجَابَتِهِمْ». كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن مشكلات، فيتولى الله الجواب عنها، ويأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يبلغهم جواب الله سبحانه وتعالى، كما في قوله جل وعلا: ﴿يَسَۡٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ﴾ [البقرة: 189]، هم يسألون: لماذا الهلال يبدو صغيرًا، ثم يكبر، ثم يعود صغيرًا؟ فالله أجابهم بغير ما سألوا، قال تعالى: ﴿قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ﴾ [البقرة: 189]، لأن السؤال عن الهلال لماذا يكبر ويصغر لا فائدة فيه لهم، وإنما فائدتهم أن يعرفوا الحكمة من الهلال، وهي أن خلق هذه الأهلة مواقيت للناس يعرفون بها انتهاء الشهر، وانتهاء الآجال، ودخول شهر الصيام، ودخول شهر الحج وغير ذلك، ويعرفون بها آجال المعاملات كالديون، ففيها منافع للناس، وكان اللائق أن يسألوه عن فائدتها ولا يسألوا عن حقيقتها، وهذا ما يسمونه أسلوب الحكيم، أن يجيب السائل بغير ما سئل عنه إذ المصلحة للسائل في ذلك.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد