فهو كالفاعل لها،
فالأمر خطيرٌ. وقد يتسمى هؤلاء بالأطباء الشَّعْبِيِّين وهم في الحقيقة كهنةٌ
ومشعوذين يستخدمون الجن ويغررون بالناس باسم الطب الشعبي، والطب الشعبي بريءٌ من
هذه الجرائم. لأن الطب الشعبي حقيقته المعالجة بأمورٍ مباحة مُجربة كالكي والفصد
والحجامة ونحو ذلك من استعمال الأدوية النباتية المباحة.
أما الكهانة والسحر
وما شابههما فليست طبًا شعبيًّا، وإنما هي أعمالٌ شيطانيةٌ وادعاءٌ لعلم الغيب
الذي لا يعلمه إلا الله، فالواجب الحذر والتحذير من ذلك وأن يُبَلَّغ ولاة الأمور
عن هؤلاء المشعوذين لتأديبهم والأخذ على أيديهم... فاتقوا الله عباد الله، وحافظوا
على عقيدتكم من الفساد أكثر مما تحافظون على صحة أبدانكم من الأمراض، فماذا يستفيد
الإنسان إذا عاش سليم الجسم مريض العقيدة؛ فإن صحة البدن مع فساد العقيدة خسارةٌ
في الدنيا والآخرة... أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ
وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا﴾ [النساء: 116].
******
الصفحة 7 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد