المخلوطة بأشياءَ من
الأعمال السحرية؛ لأجل التغرير بالناس ولبس الحق بالباطل حتى يظنونها كلها أعمالاً
رياضيةً فلا يستنكرونها.
ثالثًا: لو أجزنا مثل هذه
الأعمال على أنها أعمالٌ رياضيةٌ خالصةٌ فإن هذا يفتح الباب للأعمال السحرية؛ لأن
أهل الشر ينتهزون الفرص، والناس لا يقفون عند حدٍّ، وميلهم إلى الباطل أكثر من
رغبتهم في الحق، فيجب الحذر من هؤلاء الدجَّالين والضرب على أيديهم؛ لأنهم يفسدون
في الأرض والله لا يصلح عمل المفسدين.
عباد الله: ومن الناس من يذهب
إلى الكهَّان والسحرة لأجل العلاج والتداوي عندهم يلتمسون عندهم الشفاء ولو على
حساب عقيدتهم ودينهم، يأمرهم هؤلاء الكهان والسحرة بالذبح لغير الله فيذبحون،
ويدَّعون علم الغيب فيصدَّقون، ويأمرونهم بأشياء يتلقونها عن الجن والشياطين
فيصدِّقونهم، ويعملون بتوجيهاتهم وإن كانت كفرًا وشركًا، ويتجاهلون قول النبي صلى
الله عليه وسلم: «لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ» »([1]) وقوله صلى الله
عليه وسلم: «مَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ
بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم » »([2])
وعن عمران بن حصين
رضي الله عنه مرفوعًا: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَطَيَّرَ أَوْ تُطُيِّرَ لَهُ،
أَوْ تَكَهَّنَ أَوْ تُكُهِّنَ لَهُ، أَوْ سَحَرَ أَوْ سُحِرَ لَهُ، وَمَنْ أَتَى
كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ
صلى الله عليه وسلم »([3])
وكل من فعل هذه الأمور أو فُعِلَت له راضيًا بها فقد كفر بالقرآن وبرئ منه رسول الرحمن؛ لأن هذه الأمور كفرٌ وشركٌ فمن رضي بها
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1978).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد