×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

فعدَّ صلى الله عليه وسلم السِّحر قرين الشرك وأمر باجتنابه، فكيف يليق بالمسلم أن يحضره ويشجعه ويدفع المال للسحرة مع أنه يجب قتلهم، قال الإمام أحمد: صحَّ قتل الساحر عن ثلاثةٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد مرَّ جندب بن كعب بن عبد الله الأزدي رضي الله عنه على ساحرٍ يلعب بحضرة بعض الأمراء ويقمر على أعين الناس فيظهر لهم أنه يقطع رأس إنسانٍ ويُميته ثم يُعيده ويُحييه، فيتعجبون منه فضربه جندبٌ رضي الله عنه بالسيف فقتله وقال: إن كان صادقًا فليحيي نفسه، وهكذا يجب أن يكون موقف المسلم الموحِّد من السحرة والمشعوِذين والدجالين، يقف من هؤلاء موقف الاستنكار والقوة والشجاعة ودحض الباطل، لا موقف المسالم السلبي أو المشجِّع الذي يدفع الجوائز لهؤلاء المشعوذين الدجالين.

وقد يقول بعض المتحذلقين: إنَّ هؤلاء يقومون بأعمالٍ رياضيةٍ وحركاتٍ خفيفةٍ تدربوا عليها وليست سحرًا ولا شعوذة فلا بأس بها ولا مانع من حضورها والتشجيع عليها.

·        ونرد على هؤلاء:

أولاً: بأن هناك فرقًا بين الأعمال الرياضية والأعمال السحرية، فالأعمال الرياضية لها حدودٌ لا تصل إلى الطعن بالسكاكين والعبث بالنيران وتحمل الصخرة الكبيرة على الصدر ومرور السيارة من فوق الشخص وجذبها بالشعرة وما شابه ذلك وإنما هذا من باب السحر التخييلي المسمّى (بالقمرة) بحيث يخيل للناس شيئًا وهو بخلافه أو من باب الاستعانة بالجن والشياطين ليعملوا له هذه الأشياء ويظهر للناس أنه هو الذي يعملها.

ثانيًا: يمكن أن يكون في هذه الأعمال شيءٌ من الحركة الرياضية


الشرح