×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

الصحيحة أو الآيات القرآنية ويقول: من نسخ منها كذا وكذا ووزَّعه على الناس يحصل له من الثواب والخير كذا وكذا، فيبادر بعض الجهال إلى نسخها وتوزيعها اغترارًا بهذا الترغيب فيكون متعاونًا على الإثم والعدوان مع أصحابها. وهناك مشعوِذون وسحرةٌ دجالون يظهرون على الناس بين الحين والآخر بأعمالٍ بهلوانية ويعرضون سحرهم وشعوذتهم وتقميرهم في أنديةٍ ومحافل يجتمع فيها جموعٌ غفيرةٌ من الدهماء والسذّج ينظرون إلى تلك الأعمال السحرية الشيطانية التي يقوم بها هؤلاء المشعوذون، مثل سحب السيارة بشعره ووضع الصخرة العظيمة على بطن أحدهم وتحته المسامير الحادة، ومرور السيارات من فوقه، وطعن عينه بأسياخ الحديد ولا يتأثر بذلك، وبعضهم يتظاهر أمام الناس بطعن نفسه بالسكين، أو يدخل النار ولا تحرقه، وبعضهم يمشي على الحبل أو الخيط، وأمثال هذه الشعوذات التي حقيقتها التدجيل، والكذب على الناس لسلب أموالهم وإفساد عقيدتهم وترويج السحر بينهم، وقد حذَّرنا الله في كتابه من السحر وأخبر أنه كفرٌ وأنه من تعليم الشياطين، عمل المفسدين، والعجيب أن هؤلاء السحرة والمشعوذين يجدون منا من يشجعهم ويبذل لهم الأموال الطائلة على ما يقدمونه من سحرٍ وباطل، مع أن هذا من أعظم المنكر الذي يجب إنكاره ومعاقبة من يتعاطاه بالقتل. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا هُنَّ قَالَ: «الشِّرْكُ بِاللهِ وَالسِّحْرُ...» الحديث »([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2615)، ومسلم رقم (89).