وَتَعَٰلَىٰ
عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾ [يونس: 18]، والذين قال الله فيهم: ﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن
دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ
زُلۡفَىٰٓ إِنَّ ٱللَّهَ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ فِي مَا هُمۡ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَۗ
إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي مَنۡ هُوَ كَٰذِبٞ كَفَّارٞ﴾ [الزمر: 3].
وهناك علماء ضُلاَّل
يحسِّنون لهم هذا ويدعون إلى هذا الشرك ويبرِّرونه بشبهاتٍ يلفِّقونها، وهي ما بين
حديثٍ موضوعٍ أو حكايةٍ باطلةٍ أو رؤيا من الشيطان، فيجمعون تلك الشبهات في كتبٍ
يطبعونها ويوزعونها على الناس يدعونهم بها إلى الشرك وعبادة المخلوقين باسم التوسل
والتبرك بالنبي ومحبة الأولياء والصالحين. ويقولون إن الذين ينهون عن هذا مفاهيمهم
خاطئةٌ يجب أن تُصحح.
وقد حذَّرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء المضلِّلين الذين يخدعون الناس باسم العلم والصلاح وهم في الحقيقة دعاة ضلالٍ وفتنةٍ وقادة فتنةٍ، قال صلى الله عليه وسلم: «إنَّما أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الأَْئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ» »([1]) وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الأَْئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ» »([2]) فحصر صلى الله عليه وسلم في هذين الحديثين خوفه على أمته من علماء الضلال لشدة خطرهم على الأمة لأنهم يلبسون الحق بالباطل ويغررون بالعوام، لا سيما وأن كثيرًا من الناس يقبلون الباطل أكثر من قبولهم للحق. فالواجب الحذر والتحذير من هؤلاء لأن خطرهم على المسلمين عظيمٌ، من هؤلاء المضللين من يكتب بعض المنشورات المشتملة على أحاديث مكذوبةٍ وقد يخلطها بشيءٍ من الأحاديث
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4252)، والترمذي رقم (2229)، وأحمد رقم (22393).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد