فَيَقُولُ: أَوَلَيْسَ كَفَانِي شَهِيدًا وَبِالْمَلاَئِكَةِ الْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ شُهُودًا؟ قَالَ: فَيُرَدِّدُ هَذَا الْكَلاَمَ مِرَارًا قَالَ: فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ وَتَتَكَلَّمُ أَرْكَانُهُ بِمَا كَانَ يَعْمَلُ، فَيَقُولُ: بُعْدًا لَكُنَّ وَسُحْقًا، عَنْكُنَّ كُنْتُ أُجَادِلُ» »([1]). فتأمَّل حالك -أيها العبد- حين تواجه هذا الموقف، الكتاب يحصي أعمالك، والله مطلعٌ عليك والملائكة تشهد، والجلود والأعضاء تنطق وتشهد، فلا مجال للإنكار، ولا مناص من الحساب، فاتقوا هذا الموقف بإصلاح الأعمال ما دمتم في زمن الإمهال. ولا تملوا على الكاذبين وتطلعوا الشاهدين إلا على ما ينفعكم يوم الدين. ﴿يَوۡمَ لَا يَنفَعُ مَالٞ وَلَا بَنُونَ ٨ إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبٖ سَلِيمٖ ٨٩﴾ [الشعراء: 88، 89]. إنه بإمكانٍ الإنسان اليوم أن يُحاسِب نفسه ويخلصها مما أوقعها فيه من الخطر بأن يكثر من الحسنات ويتوب من السيئات قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّئَِّاتِۚ َ﴾ [هود: 114]. وقال صلى الله عليه وسلم: «وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا» »([2]) لكن في يوم القيامة لا يمكنه التخلص من سيئاته بأي وسيلةٍ. لا بالفدية. ولا بدفاع القرابة عنه. ولا بالجاه والنسب. قال تعالى:﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا بَيۡعٞ فِيهِ وَلَا خُلَّةٞ وَلَا شَفَٰعَةٞۗ﴾ [البقرة: 254]، ومعنى الآية الكريمة أنه في ذلك اليوم لا يُباع أحدٌ من نفسه. ولا يفادى بمالٍ لو بذله ولو جاء بملء الأرض ذهبًا، ولا تنفعه خُلَّة أحدٍ، أي صداقته ولا شفاعته. فانسدَّت طرق الحيل كلها، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ اللَّهِ لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا» »([3])،
([1]) أخرجه: أبو يعلى رقم (3975)، والبزار رقم (7476)، والحاكم رقم (8778).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد