وقال تعالى: ﴿يَوۡمَ
يَفِرُّ ٱلۡمَرۡءُ مِنۡ أَخِيهِ ٣ وَأُمِّهِۦ وَأَبِيهِ ٣٥ وَصَٰحِبَتِهِۦ وَبَنِيهِ ٣٦ لِكُلِّ
ٱمۡرِيٕٖ مِّنۡهُمۡ يَوۡمَئِذٖ شَأۡنٞ يُغۡنِيهِ ٣٧﴾ [عبس: 34- 37].
أي في هذا اليوم يرى
الإنسان أقرب الناس إليه في الدنيا فيفرُّ منهم ويبتعد عنهم لأن الهول عظيم، قال
عِكْرمة: يلقى الرجل زوجته فيقول لها: يا هذه أيُّ بعل كنت لك؟، فتقول: نِعْمَ
البعل كنت وتثني بخير ما استطاعت فيقول لها: فإني أطلب إليك اليوم حسنةً واحدةً
تهبينها لي لعلي أنجو مما ترين، فتقول له: ما أيسر ما طلبت. ولكني لا أطيق أن
أعطيك شيئًا أتخوف كمثل الذي تخاف، قال: وإن الرجل ليلقى ابنه فيتعلق به فيقول: يا
بني أيُّ والدٍ كنت لك فيثني بخيرٍ فيقول له: يا بني إني احتجت إلى مثقال ذرةٍ من
حسناتك لعلي أنجو بها مما ترى، فيقول ولده: يا أبت ما أيسر ما طلبت، ولكني أتخوف
مثل الذي تتخوف فلا أستطيع أن أعطيك شيئًا.
يقول الله تعالى: ﴿يَوۡمَ يَفِرُّ ٱلۡمَرۡءُ مِنۡ أَخِيهِ ٣ وَأُمِّهِۦ وَأَبِيهِ ٣٥ وَصَٰحِبَتِهِۦ وَبَنِيهِ ٣﴾ [عبس: 34- 36]، وفي الحديث الصحيح في أمر الشفاعة أنه إذا طلب إلى كل من أولي العزم أن يشفع عند الله في الخلائق، يقول: نفسي نفسي، لا أسألك اليوم إلا نفسي، حتى أن عيسى ابن مريم يقول: لا أسأله اليوم إلا نفسي، لا أسأله مريم التي ولدتني. وقوله تعالى: ﴿لِكُلِّ ٱمۡرِيٕٖ مِّنۡهُمۡ يَوۡمَئِذٖ شَأۡنٞ يُغۡنِيهِ﴾ [عبس: 37]، أي كلٌّ منهم يكون في هولٍ شاغلٍ له عن أحب الناس إليه، عن ابن عباسٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً،، فَقَالَتْ امْرَأَةٌ: أَيُبْصِرُ -أَوْ يَرَى- بَعْضُنَا عَوْرَةَ بَعْضٍ؟ قَالَ: يَا فُلاَنَةُ ﴿لِكُلِّ ٱمۡرِيٕٖ مِّنۡهُمۡ يَوۡمَئِذٖ شَأۡنٞ يُغۡنِيهِ﴾ [عبس:37] » »([1]).
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (3332)، والحاكم رقم (2995).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد