×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

عباد الله: استحضروا هول هذا اليوم واستعدوا له ولا تغفلوا عنه أرأيتم لو أن أحدكم أُخبِرَ في هذه الدنيا أنه سيلقى عدوًا أو يواجه خطرًا ماذا يكون تخوُّفه واستعداده للتخلص من ذلك. مع أنه قد لا يتحقق هذا الخطر أو إذا تحقق فعنده من المال ما يفدي به نفسه ومن الأعوان والعشيرة من يدافع عنه. أما يوم القيامة فخطرٌ محققٌ لا يُنَجّي منه أهلٌ ولا عشيرةٌ ولا جاهٌ ولا مالٌ، فلماذا لا يستعد الإنسان له بما ينجيه من مخاطره وأهواله. والاستعداد له اليوم ميسورٌ وسهلٌ لمن وفقه الله، وذلك بأن يحافظ على الطاعات ويتجنب المحرمات. تصور -أيها الإنسان- موقفك في هذا اليوم. يا من ضيَّعت الصلوات واتبعت الشهوات، وأكلت المال الحرام، وارتكبت الإثم والإجرام، يا من ظلمت نفسك بالمعاصي، وظلمت الناس بالتعدي عليهم في دمائهم وأموالهم وأعراضهم، ما الذي يخلِّصك من أهوال هذا اليوم إذا نُصِبَ الميزان وأزلفت الجنان، وسُعِّرَت النيران، وتبرَّأ منك الآباء والأبناء والإخوان؟

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:﴿وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا تُرۡجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ [البقرة: 281].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم

******


الشرح