وإنَّما يتفاضلون
بالإيمان، والتقوى، ولهذا قال الله تعالى: ﴿إِنَّ
أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ﴾ [الحجرات: 13].
عباد الله: إنَّ هذا الدين الذي
جمع اللهُ به بين القلوب، ووحَّد به الأمة الإسلامية حتى صارت أعظم قوةٍ على وجه
الأرض تهاوت تحت أقدامها عروشُ الأكاسرة، والقياصرةِ؛ فأسقطت أعظم دولتين على وجه
الأرض، هما دولة الفُرس، ودولة الروم.
إنَّ هذا الدين
صالحٌ اليوم، وفي كل زمانٍ لأن يعيد لهذه الأمة عزّتها، ومكانتها إذا رجعتْ إليه، وتمسكت
به.
كما قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ
وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [المنافقون: 8]، وقال تعالى: ﴿إِن
تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ﴾ [محمد: 7]، وقال
تعالى: ﴿وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ
كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي
ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ
يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡٔٗاۚ وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ
فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ﴾ [النور: 55].
إنَّ هذا الدين هو
سبيل النجاة في الدنيا والآخرة؛ في الدنيا يَعصمُ الدم والمال، ويوفر الأمن
والاستقرار، ويجلب القوة والاتحاد بين المسلمين حتى تُصبح لهم السيادة، والقيادة،
والسعادةُ في الأرض، وفي الآخرة يُنجي من النار، والعذاب الأليم، ويكون سببًا
لدخول جنات النعيم، والسلامة من الأخطار، والآفات، وبدون هذا الدين لا نجاة، ولا
سعادة، وإنما الخسارة الدائمة، والشقاوة اللازمة..
نسأل الله عز وجل أن يرزقنا التمسك بهذا الدين، والثبات عليه إلى يوم نلقاه إنهُ قريبٌ مُجيبٌ...
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد