والجماعات
بالاستعانة بها على طاعة الله، وصرفها فيما يفيد؛ لأن كفر النعم سببٌ لحلول ضدها
من الخوف، والجوع قال تعالى: ﴿فَلۡيَعۡبُدُواْ
رَبَّ هَٰذَا ٱلۡبَيۡتِ ٣ ٱلَّذِيٓ أَطۡعَمَهُم
مِّن جُوعٖ وَءَامَنَهُم مِّنۡ خَوۡفِۢ ٤﴾ [قريش: 3، 4].
وقال تعالى: ﴿وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا قَرۡيَةٗ
كَانَتۡ ءَامِنَةٗ مُّطۡمَئِنَّةٗ يَأۡتِيهَا رِزۡقُهَا رَغَدٗا مِّن كُلِّ مَكَانٖ
فَكَفَرَتۡ بِأَنۡعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلۡجُوعِ وَٱلۡخَوۡفِ
بِمَا كَانُواْ يَصۡنَعُون﴾ [النحل: 112].
ومن مقومات الأمن في
الإسلام إقامة الحدود التي شرعها الله ردعًا للمجرمين الذين ضعف إيمانهم ولم ينفع
فيهم الوعظ، والتذكير، والأمر والنهي، فهؤلاء شرع الله لهم عقوباتٍ تردعهم عن
غيّهم، وتزجر غيرهم أن يفعلوا مثل فعلهم.. فشرع الله قتل القاتل، وقطع يد السارق،
وقطع الأيدي والأرجل، أو القتل والصلب لقطَّاع الطرق، ورجم الزاني المحصن، وجلد
الزاني غير المحصن، وجلد القاذف، وشارب المسكر، كل ذلك لحفظ الأمن، وليذوق المعتدي
مرارة العقوبة كما أذاق المجتمع مرارة الخوف والعدوان، تلكم أهم مقومات الأمن في
الإسلام الذي رضيه الله دينًا لعباده؛ فالحمد لله على فضله، وإحسانه، ونسأله أن
يتوفَّنا مسلمين، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا
وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102] إلى قوله تعالى: ﴿لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ﴾ [آل عمران: 103].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
******
الصفحة 5 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد