ما سواه، وذلك مما
يجعل المسلمين إخوةً متحابين في الله لا يعتدي بعضهم على بعض، ويتضمن هذين
العنصرين الهامَّين من مقومات الأمن قولُه تعالى: ﴿وَعَدَ ٱللَّهُ
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ
فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ
لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ
خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡٔٗاۚ﴾ [النور: 55].
ومن مقومات الأمن في
الإسلام إقامة الصلاة لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء، والمنكر، وإيتاء الزكاة لأن
الزكاة مواساةٌ للفقراء والمحتاجين تزرع المحبة في القلوب، والأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر لأن في ذلك أخذًا على يد السفيه، ومنعًا له من ملابسة الإجرام. ويتضمن
هذه العناصر قول الله تعالى: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ
ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج: 40]، ﴿ٱلَّذِينَ إِن
مَّكَّنَّٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ
وَأَمَرُواْ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡاْ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۗ وَلِلَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ﴾ [الحج: 41].
ومن مقومات الأمن في
الإسلام اجتماع الكلمة وطاعة ولي الأمر ما لم يأمر بمعصيةٍ، والتحاكم إلى شرع
الله، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ
مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ
إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ
وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا﴾ [النساء: 59].
ومن هنا حرَّم الله الخروج على ولي الأمر، وشقَّ عصا الطاعة لما يترتب على ذلك من المفاسد، واختلال الأمن وحدوث الفوضى، وتفرق الكلمة كما هو مشاهدٌ في المجتمعات التي استخفت بهذا الأصل، ولم تحترم سلطاتها باسم الحرية؛ فنشأت فيها الحزبيات المتناحرة. كل حزبٍ يريد أن يتغلب على السلطة، وأن ينتصر على الحزب الآخر بالثورات الدموية التي يذهب فيها كثيرٌ من الأنفس والأموال، ومن مقومات الأمن في الإسلام شكر النعم التي ينعم الله بها على الأفراد،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد