ومواساةٍ، كما قال
تعالى مذكِّرًا عباده هذه النعمة: ﴿وَٱذۡكُرُواْ
نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا﴾[آل عمران: 103] وقال تعالى: ﴿وَٱذۡكُرُوٓاْ
إِذۡ أَنتُمۡ قَلِيلٞ مُّسۡتَضۡعَفُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ تَخَافُونَ أَن
يَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ فََٔاوَىٰكُمۡ وَأَيَّدَكُم بِنَصۡرِهِۦ وَرَزَقَكُم
مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ﴾ [الأنفال: 26].
هذا شاهد من الماضي على توفر الأمن في هذا الدين، وبين أيدينا شاهد من الحاضر الذي نعيشه. وهو أن بلادنا هذه كانت تعيش حالة من الفوضى، والخوف، والتناحر بين البادية، والحاضرة من ناحية. وبين الحاضرة بعضها مع بعض من ناحية أخرى. كل قريةٍ تغير على القرية الأخرى، وكان بين أهل تلك البلاد من العداوات، والثارات الشيء الكثير؛ فلما منَّ الله على أهل تلك البلاد بظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله إلى العقيدة الصحيحة والتمسك بهذا الدين واستجابوا لتلك الدعوة المباركة وناصروها توفر لهم الأمن وقامت لهم دولةٌ إسلاميةٌ تحكم بشريعة الله، فكانت ولا تزال بحمد الله مضرب المثل في العالم في توفر الأمن حتى شهد لها بذلك القاصي، والداني، وأصبحت أرقى الدول في توفر الأمن، وانخفاض نسبة الجرائم الأمنية، وكتب عنها الرَّحَّالة، والمستشرقون شهادات الإعجاب والتقدير، مما يدل على أن هذا الدين هو الذي يوفر الأمن، وأهم مقومات الأمن في هذا الدين هو الإيمان بالله ومراقبته، والشعور بأنه مطلعٌ على عبده في السر والعلن، وأنه يجازي عباده على تصرفاتهم. فكلما همَّ العبد بمواقعة جريمةٍ تذكر ذلك فانكفَّ عنها خوفًا من الله تعالى، ومن مقومات الأمن في الإسلام إصلاح العقيدة بعبادة الله وحده وترك عبادة
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد