تشكيك المسلمين في رَصِيدهم العلمي وقَطع صِلَتهم به حتى يسهل تضليلهم وفَصْلهم عن السلف الصالح، وربطهم بثقافة الماسون وتلاميذهم، ومن دسائس هذه المنظمات الكفرية دعوتها إلى إحياء الآثار القديمة «والفنون الشعبية المندثرة حتى يشغلوا المسلمين عن العمل المثمر بإحياء الحضارات القديمة» ([1]) والعودة إلى الوراء وتجاهل حضارة الإسلام. وإلا فما فائدة المسلمين من البحث عن أطلال الديار البائدة، والرسوم البالية الدارسة، وما فائدة المسلمين من إحياء عادات وتقاليد أو ألعاب قد فنيت وبادت. في وقتٍ هم في أمس الحاجة إلى العمل الجاد المثمر. وقد أحاط بهم أعداؤهم من كل جانبٍ واحتلوا كثيرًا من بلادهم وبعض مقدساتهم، إنهم في مثل هذه الظروف بحاجة إلى العودة إلى دينهم، وإحياء سنة نبيهم والاقتداء بسلفهم الصالح حتى يعود لهم عزُّهم، وسلطانهم، وحتى يستطيعوا الوقوف على أقدامهم لرد أعدائهم، وأن يعتزوا برصيدهم العلمي من الكتاب والسنة والفقه، ويستمدوا من ذلك خطة سيرهم في الحياة ويقرؤوا تاريخ أسلافهم لأخذ القدوة الصالحة من سيرهم أما أن ينشغلوا بالبحث عن آثار الديار وإحياء الفنون الشعبية بالأغاني، والأسمار، وإقامة مشاهد تحاكي العادات القديمة فكل ذلك مما لا جدوى فيه، وإنما هو استهلاكٌ للوقت، والمال في غير طائل، بل ربما يعود بهم إلى الوثنية، والعوائد الجاهلية.
([1]) زيادة من طبعة دار المعارف.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد