×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

·        ففي الآية دليل على وجوبها على الأعيان من ثلاثة أوجه:

·        أمره بها أولاً.

·        ثم أمره بها ثانيًا.

·        وأنه لم يرخِّص لهم في تركها حال الخوف.

فاتقوا الله يا مَن تسمعون النداء إلى الصلاة يخترق أجواء بيوتكم من كل جهة، وأنتم أصحَّاء آمنون لا يمنعكم من الحضور إلى المساجد مانعٌ، ثم تتأخرون عن الصلاة ولا تجيبون داعي الله، انظروا مَن عصيتم. واحذروا من عقوبته العاجلة، والآجلة. قال تعالى: ﴿يَوۡمَ يُكۡشَفُ عَن سَاقٖ وَيُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ ٤2 خَٰشِعَةً أَبۡصَٰرُهُمۡ تَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّةٞۖ وَقَدۡ كَانُواْ يُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ وَهُمۡ سَٰلِمُونَ ٤3 [القلم: 42، 43]. قال الإمام ابن كثير رحمه الله: لما دُعوا إلى السجود في الدنيا فامتنعوا منه مع صحتهم، وسلامتهم عوقبوا بعدم قدرتهم عليه في الآخرة إذا تجلَّى الرب عز وجل فيسجد له المؤمنون ولا يستطيع أحدٌ من الكافرين ولا المنافقين أن يسجد، بل يعود ظهر أحدهم طبقًا واحدًا، كلما أراد أحدهم أن يسجد خرَّ لقفاه عكس السجود، كما كانوا في الدنيا بخلاف ما عليه المؤمنون، وقال الإمام ابن القيم: قال غير واحدٍ من السلف في قوله تعالى: ﴿وَقَدۡ كَانُواْ يُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ وَهُمۡ سَٰلِمُونَ [القلم: 43]. هو قول المؤذن: حيَّ على الصلاة. حيَّ على الفلاح؛ فعاقبهم يوم القيامة بأن حال بينهم، وبين السجود، لما دعاهم إلى السجود في الدنيا؛ فأبوا أن يجيبوا الداعي، وإجابة الداعي هي إتيان المسجد لحضور الجماعة...


الشرح