الصلاة، فبعضهم يتأخَّر عن حضوره إلى المسجد حتى
يفوته بعض الصلاة أو معظمها أو كلها وبعضهم يتأخر عن صلاة الجماعة فيصليها وحده،
وترك صلاة الجماعة معصيةٌ عظيمةٌ، وخسارةٌ كبيرةٌ؛ فقد وصف النبي صلى الله عليه
وسلم المتخلِّفين عن صلاة الجماعة بالنفاق فقال: «أَثْقَلُ صَلاَةٍ عَلَى
الْمُنَافِقِينَ صَلاَةُ الْعِشَاءِ وَصَلاَةُ الْفَجْرِ» ([1]) وهَمَّ صلى الله
عليه وسلم بتحريق بيوتهم عليهم بالنار لولا ما فيها من النساء والذرية، وجاءه رجلٌ
أعمى يطلب منه الرخصة ليصلي في بيته؛ لأنه لا يجد قائدًا يقوده إلى المسجد، ويخشى
من خطر الطريق؛ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ؟
قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَجِبْ؛ فَإِنِّي لاَ أَجِدُ لَكَ رُخْصَةً» ([2]). وأخبر النبي صلى
الله عليه وسلم عن الذين تتثاقل رؤوسهم عن صلاة الفجر بأنه رآهم ترضخ رؤوسهم
بالحجارة كلما رضخت عادت كما كانت، ومن الناس من يؤخِّر الصلاة عن وقتها فلا يصلي
الفجر إلا إذا استيقظ بعد طلوع الشمس، والله تعالى يقول في هؤلاء: ﴿فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ
خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ
غَيًّا﴾ [مريم: 59]، ويقول تعالى فيهم: ﴿فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ ٤ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ
٥﴾ [الماعون: 4، 5]. وقد جاء تفسير إضاعة الصلاة، والسهو
عنها بأن معناهما: تأخيرها عن وقتها لا تركها بالكلية. لأن الله سمَّاهم مصلِّين
في قوله: ﴿فَوَيۡلٞ
لِّلۡمُصَلِّينَ﴾ [الماعون: 4]، وتوَّعدهم بالويل والغي وهما كلمة عذاب
وهلاكٍ. أو واديان في جهنم.
فاتقوا الله عباد الله، وحافظوا على الصلاة في أوقاتها مع الجماعة، ولا تكونوا مع الذين ضَيَّعوا دنياهم وأخراهم فكانوا من الخاسرين.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (651).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد