وبالصلاة أوصى النبي
صلى الله عليه وسلم أمته قبل خروجه من الدنيا وهو في سياق الموت؛ فقال: «اللَّهَ
اللَّهَ فِي الصَّلاَةِ؛ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ» ([1]). وذلك في آخر وصية
أوصى بها عند موته كما في الحديث، وإنها آخر وصية كل نبي لأمته، وآخر عهده إليهم
عند خروجه من الدنيا، وجاء في حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يجود
بنفسه، ويقول: «الصَّلاَةَ الصَّلاَةَ» ([2]). فالصلاة أول فريضة
فُرِضت على النبي صلى الله عليه وسلم وآخر ما وصّى به أمته، وآخر ما يذهب من
الإسلام كما قال: «أَوَّلُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الأَْمَانَةُ،
وَآخِرُ مَا تَفْقِدُونَ الصَّلاَةُ» ([3]) فليس بعد ذهاب
الصلاة إسلامٌ ولا دينٌ. فإذا صارت الصلاة آخر ما يذهب من الإسلام فكل شيء يذهب
آخره فقد ذهب جميعه.
وقَدْر الإسلام في قلب العبد كقَدْر الصلاة، فاحذر أن تلقى الله ولا قدر للإسلام عندك إذا كنت تتهاون في الصلاة في هذه الحياة، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الصلاة هي عمود الإسلام. فالإسلام لا يقوم إلا على الصلاة كما أن البيت لا يقوم إلا على عمود يرفعه، فإذا سقط العمود سقط البيت، كذلك إذا سقطت الصلاة سقط الإسلام، وأخبر أن الصلاة هي الفارقة بين المسلم والكافر فقال: «الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» ([4])، وقال: «بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاَةِ» ([5]) وقد تَسَاهل كثيرٌ من الناس اليوم في شأن
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد