×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

وقد عَظَّم الله أمر الصلاة في القرآن، وعظَّم شرفها وشرف أهلها وخصَّها بالذكر بين الطاعات، ووصَّى بها وصية خاصة، فمن ذلك أن الله تعالى ذكر أعمال البر التي أوجب لأهلها الخلود في الفردوس وافتتح تلك الأعمال بالصلاة وختمها بها، قال تعالى ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ ٢ [المؤمنون: 1، 2]. إلى قوله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَوَٰتِهِمۡ يُحَافِظُونَ ٩أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡوَٰرِثُونَ ١٠ ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡفِرۡدَوۡسَ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ١ [المؤمنون: 9- 11].

وقد عَاب الله الناس كلهم، ووصفهم بالهلع، والجزع، والمنع للخير إلا أهل الصلاة فإنه استثناهم؛ فقال عز وجل: ﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ خُلِقَ هَلُوعًا ١٩ إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعٗا ٢٠ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلۡخَيۡرُ مَنُوعًا ٢١ [المعارج: 19- 21]. والصلاة شعار النبيين، وصفة المتقين، قال تعالى عن إبراهيم ولوط ويعقوب وإسحاق: ﴿وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡهِمۡ فِعۡلَ ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَإِقَامَ ٱلصَّلَوٰةِ [الأنبياء: 73] فذكر الخيرات كلها، وأفرد الصلاة بالذكر. وأخبر عن إسماعيل بقوله تعالى: ﴿وَكَانَ يَأۡمُرُ أَهۡلَهُۥ بِٱلصَّلَوٰةِوَٱلزَّكَوٰةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِۦ مَرۡضِيّٗا [مريم: 55]].

وأخبر عيسى أنه قال عن ربه: ﴿وَأَوۡصَٰنِي بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيّٗا [مريم: 31]، وفي دعاء إبراهيم الخليل له ولذريته ﴿ٱجۡعَلۡنِي مُقِيمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّيَّتِيۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلۡ دُعَآءِ [إبراهيم: 40]. وأمر الله بها كليمه موسى بقوله تعالى: ﴿إِنَّنِيٓ أَنَا ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدۡنِي وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكۡرِيٓ [طه: 14].

ووَعَد عباده الذين يقيمون الصلاة بالأجر العظيم فقال سبحانه: ﴿وَٱلَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِٱلۡكِتَٰبِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُصۡلِحِينَ [الأعراف: 170].


الشرح