الغراب الدم، والبعض
لا يأتي إلى المسجد للصلوات الخمس ويوم الجمعة إلا بعد الإقامة أو بعد ما يفوت
معظم الصلاة، يخشى أن يضيع شيئًا من وقته في المسجد أو في سماع خطبة أو موعظة،
بينما لا يبخل بالوقت الطويل في مشاهدة التلفاز والفيديو. لا يبخل بالوقت الطويل
في مجالس القيل والقال والغيبة والنميمة. لا يبخل بالوقت الطويل في مشاهدة
المباريات والألعاب الرياضية لا يبخل بالوقت الطويل في طلب الدنيا وجمع الحطام أو
الكسب الحرام يأتي إلى سوق البيع والشراء مع أول الناس ولا ينصرف منه إلا آخر
الناس مع ما يقاسي من الحر أو البرد، وبُعد المسافة. لكن هذا كله هيّن ما دام في
تحقيق رغبات النفس، والوقت القصير صعب عليه إذا كان في طاعة الله، لقد بكى بعض
الصالحين عند الموت؛ فقيل له: ما يُبكيك؟ قال: أبكي على ليلةٍ ما قُمْتها، وعلى
يومٍ ما صُمْته.
فاتقوا الله عباد
الله، واستدركوا أعماركم قبل فواتها.
أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن
ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ٩ وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ
أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوۡلَآ أَخَّرۡتَنِيٓ إِلَىٰٓ أَجَلٖ
قَرِيبٖ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ
١ وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ
نَفۡسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَاۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ ١﴾ [المنافقون: 9- 11].
******
الصفحة 5 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد