×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

وَفَوَٰكِهَ مِمَّا يَشۡتَهُونَ ٤٢  كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيٓ‍َٔۢا بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ٤٣  إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ ٤٤ [المرسلات: 41- 44]. والآيات في هذا كثيرة تبين ما للإحسان من عاقبة حميدة وثواب عظيم.

ومن أنواع الإحسان: الإحسان إلى البهائم، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «دَنَا رَجُلٌ إِلَى بِئْرٍ، فَنَزَلَ فَشَرِبَ مِنْهَا وَعَلَى الْبِئْرِ كَلْبٌ يَلْهَثُ، فَرَحِمَهُ، فَنَزَعَ إِحْدَى خُفَّيْهِ، فَسَقَاهُ، فَشَكَرَ اللهُ لَهُ، فَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ» ([1])، رواه ابن حبان في صحيحه، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أنزع في حوضي حتى إذا ملأته لإبِلي ورَدَ عليّ البعير لغيري فسقيته فهل في ذلك من أجر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ» ([2])، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بَيْنَا رَجُلٌ بِطَرِيقٍ، اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْحَرُّ، فَوَجَدَ بِئْرًا فَنَزَلَ فِيهَا، فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ مِنِّي، فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّهُ مَاءً، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ حَتَّى رَقِيَ، فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ» قالوا: يا رسول الله إن لنا في البهائم أجرًا. فقال: «فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ» ([3]) رواه مالك والبخاري ومسلم.

ففي هذه الأحاديث فضل الإحسان إلى البهائم بما يبقي عليها حياتها ويدفع عنها الضرر، سواء كانت مملوكة أو غير مملوكة. مأكولة


الشرح

([1])  أخرجه: ابن حبان رقم (543).

([2])  أخرجه: أحمد رقم (7075).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (173)، ومسلم رقم (2244).