وَفَوَٰكِهَ مِمَّا يَشۡتَهُونَ
٤٢ كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ
هَنِيَٓٔۢا بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ٤٣ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجۡزِي
ٱلۡمُحۡسِنِينَ ٤٤﴾ [المرسلات: 41- 44]. والآيات في هذا كثيرة تبين ما
للإحسان من عاقبة حميدة وثواب عظيم.
ومن أنواع الإحسان:
الإحسان إلى البهائم، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: «دَنَا رَجُلٌ إِلَى بِئْرٍ، فَنَزَلَ فَشَرِبَ مِنْهَا وَعَلَى الْبِئْرِ
كَلْبٌ يَلْهَثُ، فَرَحِمَهُ، فَنَزَعَ إِحْدَى خُفَّيْهِ، فَسَقَاهُ، فَشَكَرَ
اللهُ لَهُ، فَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ» ([1])، رواه ابن حبان في
صحيحه، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه
وسلم فقال: إني أنزع في حوضي حتى إذا ملأته لإبِلي ورَدَ عليّ البعير لغيري فسقيته
فهل في ذلك من أجر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فِي كُلِّ ذَاتِ
كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ» ([2])، وعن أبي هريرة رضي
الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بَيْنَا رَجُلٌ بِطَرِيقٍ،
اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْحَرُّ، فَوَجَدَ بِئْرًا فَنَزَلَ فِيهَا، فَشَرِبَ ثُمَّ
خَرَجَ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ، فَقَالَ
الرَّجُلُ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ
بَلَغَ مِنِّي، فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّهُ مَاءً، ثُمَّ أَمْسَكَهُ
بِفِيهِ حَتَّى رَقِيَ، فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ»
قالوا: يا رسول الله إن لنا في البهائم أجرًا. فقال: «فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ
رَطْبَةٍ أَجْرٌ» ([3]) رواه مالك والبخاري
ومسلم.
ففي هذه الأحاديث فضل الإحسان إلى البهائم بما يبقي عليها حياتها ويدفع عنها الضرر، سواء كانت مملوكة أو غير مملوكة. مأكولة
([1]) أخرجه: ابن حبان رقم (543).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد