أو غير مأكولة، وفي
الحديث الذي رواه مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ اللهَ
كَتَبَ الإِْحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا
الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ
شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ» ([1]). فيه فضيلة الإحسان
إلى البهائم المأكولة في حال ذبحها. وهذا شيء يغفل عنه بعض الناس فيسيئون إلى
البهائم في كيفية ذبحها.
والإحسان قد أمر
الله به في مواضع من كتابه، ومنه ما هو واجب ومنه ما هو مستحب فهو في كل شيء
بحسبه.
فالإحسان في معاملة الخالق لفعل الواجبات وترك المحرّمات واجب، وفي فعل المستحبّات وترك المكروهات مستحب. والإحسان في معاملة الخلق، منه ما هو واجب، كالإحسان إلى الوالدين والأقارب بالبرّ والصلة، ومنه ما هو مستحب كصدقة التطوع وإعانة المحتاج، والإحسان في قتل ما يجوز قتله من الناس والدواب بإزهاق نفسه على أسرع الوجوه وأسهلها من غير زيادة في التعذيب، وهكذا مطلوب من المسلم أن يكون محسنًا في كل شيء مما يأتي وما يذر، محسن في عمله، محسن في تعامله مع الله ومع خلقه، ومحسن في نيته وقصده. قال الله تعالى: ﴿لَّيۡسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ وَلَا عَلَى ٱلۡمَرۡضَىٰ وَلَا عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ مَا عَلَى ٱلۡمُحۡسِنِينَ مِن سَبِيلٖۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [التوبة: 91]. فهؤلاء الذين لا يستطيعون القتال لعجزهم الجسمي والمالي مع سلامة نيَّاتهم وحسن مقاصدهم قد عذرهم الله لأنهم محسنون في نياتهم لم يتركوا الجهاد لعدم رغبتهم فيه. وإنما تركوه لعجزهم عنه. ولو تمكنوا منه لفعلوه، فهم يشاركون المجاهدين
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1955).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد