في الأجر لنيّاتهم
الصالحة وحسن قصدهم. فقد روى الإمام أحمد وأبو داود وأصله في الصحيحين أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَقَدْ تَرَكْتُمْ بَعْدَكُمْ قَوْمًا مَا
سِرْتُمْ مِنْ مَسِيرٍ وَلاَ أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ وَلاَ قَطَعْتُمْ مِنْ
وَادٍ إِلاَّ وَهُمْ مَعَكُمْ» ([1]). وكما يكون الإحسان
في الأعمال والنيات يكون في الأقوال أيضًا - قال تعالى: ﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسۡنٗا﴾ [البقرة: 83]. أي قولوا لهم قولاً حسنًا بأن تخاطبوهم بالكلام الطيب الذي
يجلب المودّة ويرغِّب في الخير ويؤلف القلوب.. وهذا يشمل الصدق في الحديث والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير، وقد جاء في الحديث: «وَالْكَلِمَةُ
الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ» ([2]) فاتقوا الله -عباد
الله- وكونوا من أهل الإحسان لتنالوا من الله الأجر والرضوان..
أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم: ﴿وَٱلَّذِينَ
جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهۡدِيَنَّهُمۡ سُبُلَنَاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ
ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾ [العنكبوت: 69].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
******
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (2508)، وأحمد رقم (12629).
الصفحة 6 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد