الرسول صلى الله عليه وسلم لم يشرعه لهم بل
نهاهم عنه بقوله: «لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ»
([1]) والنصارى من حولهم
يعملون عيد مولد المسيح، فامتثلوا أمر الرسول بمخالفتهم في ذلك وفي غيره، ومن
شبههم: أنهم يقولون أن إحياء ذكرى المولد فيه تذكير بالرسول صلى الله عليه وسلم
وربط للناس به. وفيه إظهار لمكانته وشرفه.
ونقول لهم: إن ذكرى
الرسول صلى الله عليه وسلم تتجدد مع المسلم ويرتبط به المسلم كلما ذكر اسمه صلى
الله عليه وسلم في الأذان والإقامة والخطب، وكلما ردّد المسلم الشهادتين بعد
الوضوء وفي الصلوات، وكلما صلَّى على النبي صلى الله عليه وسلم في صلواته وعند
ذكره، وكلما عمل المسلم عملاً صالحًا واجبًا أو مستحبًّا مما شرَّعه الرسول صلى
الله عليه وسلم فإنه بذلك يتذكره ويصل إليه من الأجر مثل أجر العامل، وهكذا المسلم
دائمًا يحيي ذكرى الرسول ويرتبط به في الليل والنهار طوال عمره بما شرعه الله، لا
في يوم مولده فقط وبما هو بدعة ومخالفة لسنته؛ فإن ذلك يبعد عن الرسول صلى الله
عليه وسلم ويتبرأ منه. والرسول صلى الله عليه وسلم غنيٌّ عن هذا الاحتفال البدعي
بما شرعه الله له من تعظيمه وتوقيره كما في قوله تعالى: ﴿وَرَفَعۡنَا لَكَ ذِكۡرَكَ﴾ [الشرح: 4]. فلا يذكر الله
عز وجل في أذان ولا إقامة ولا خُطبة إلا ويُذكر بعده الرسول صلى الله عليه وسلم
وكفى بذلك تعظيمًا ومحبة وتجديدًا لذكراه وحثًا على اتباعه.
ومن شبههم أنهم يقولون: إن في إحياء ذكرى المولد وقراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه المناسبة حثًا على الاقتداء به والتأسّي به، فنقول لهم: إن قراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والتأسّي به مطلوبان من المسلم دائمًا
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3261).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد