×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

لأنَّ الساحر في الغالب يتعامل مع الشياطين ويخضع لهم ويتقرب إليهم صار مفسدًا للعقيدة ومفسدًا للمجتمع لما يحدثه من الأضرار بإحداث التباغض بين المتحابين كما قال تعالى: ﴿فَيَتَعَلَّمُونَ مِنۡهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِۦ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَزَوۡجِهِۦۚ [البقرة: 102] ويحدث أمراضًا وقتلاً؛ لمَّا كان يشتمل على هذه الأضرار وغيرها صار قرينًا للشرك ويليه في المرتبة، وحَكَم الشارع بكُفْر السحرة، وثبت الأمر بقتلهم عن جماعة من الصحابة لإراحة المجتمع من شرِّهم، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاتصال بهم والذهاب إليهم.

ويلي الشرك في كبر المفسدة القول على الله بلا علم في أسمائه وصفاته وفي عبادته وتحليله وتحريمه مِن وَصْفه بما لم يَصِف به نفسه، أو نفي ما وَصَف به نفسه أو إحداث عبادة لم يشرّعها أو تحليل ما حرّمه أو تحريم ما أحله. فإن ذلك كله ابتداع في دين الله وإنقاص لجلال الله...

والبدعة أحب إلى إبليس من كبار الذنوب كما قال بعض السلف الصالح: البدعة أحبُّ إلى إبليس من المعصية؛ لأن المعصية يُتاب منها والبدعة لا يُتاب منها وهي اتباع للهوى. قال إبليس لعنه الله: أَهلكتُ بني آدم بالذنوب وأهلكوني بلا إله إلا الله وبالاستغفار، فلما رأيت ذلك بثثت فيهم الأهواء، فهم يذنبون ولا يتوبون لأنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا، والمذنب ضَرره على نفسه فقط، والمبتدِع ضَرره على الناس، وفتنة المبتدِع في أصل الدين، وفتنة المذنب في الشهوة، والمبتدِع يصدُّ الناس عن الدين الصحيح إلى البدع المحدَثة والدِّين الباطل.


الشرح