ومن الكبائر الموبقة
قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وقد قال الله تعالى: ﴿وَمَن يَقۡتُلۡ مُؤۡمِنٗا مُّتَعَمِّدٗا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدٗا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ
عَذَابًا عَظِيمٗا﴾ [النساء: 93]. وقال تعالى: ﴿مِنۡ أَجۡلِ ذَٰلِكَ كَتَبۡنَا عَلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ أَنَّهُۥ
مَن قَتَلَ نَفۡسَۢا بِغَيۡرِ نَفۡسٍ أَوۡ فَسَادٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعٗا وَمَنۡ أَحۡيَاهَا فَكَأَنَّمَآ أَحۡيَا ٱلنَّاسَ جَمِيعٗاۚ﴾ [المائدة: 32].
وإنما صار قاتل
النفس الواحدة -ظلمًا وعدوانًا- كالقاتل للناس جميعًا لأنه تجرأ على سفك الدم
الحرام. فإن مَن قتل نفسًا بغير استحقاق بل لمجرد الفساد في الأرض أو لأخذ مال
المقتول فإنه يتجرأ على قتل كل من ظفر به وأمكنه قتله.
فهو مُعادٍ للنوع الإنساني. ولأن الله جعل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فإذا أتلف القاتل عضوًا من ذلك الجسد فكأنما أتلف سائر الجسد وآلم جميع أعضائه فمن آذى مؤمنًا واحدًا فقد آذى جميع المؤمنين، ومن آذى جميع المؤمنين آذى جميع الناس؛ فإن الله إنما يدافع عن الناس بالمؤمنين الذين هم بينهم، ولأن مَن قتل نفسًا بغير حق فقد جرّأ غيره على القتل وسنَّ سنة سيئةً لغيره من الاعتداء على الناس جميعًا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَْوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا؛ لأَِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ» ([1]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3157)، ومسلم رقم (1677).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد