منهم ورآهم وخلا بهم وانتسب إليهم وليس منهم،
وأما زنى الرجل فإنه يوجد اختلاط الأنساب وإفساد المرأة المصونة وتعريضها للتلف
والفساد، ففي هذه الكبيرة خراب الدنيا والدين، فكم في الزنا من استحلال محرمات
وفوات حقوق ووقوع مظالم، ومن خاصيّته أنه يوجب الفقر ويقصر العمر ويكسو صاحبه سواد
الوجه وثوب المقت بين الناس، ومن خاصيته أيضًا أنه يشتت القلب ويمرضه إن لم
يُمِتْه، ويجلب الهم والحزن والخوف ويباعد صاحبه من الملك ويقربه من الشيطان، فليس
بعد مفسدة القتل أعظم من مفسدة الزنا.
ولهذا شرع فيه القتل
على أشنع الوجوه وأفحشها وأصعبها (يعني أن الزاني يجب رجمه بالحجارة حتى يموت) ولو
بلغ الرجل أن امرأته أو حُرمته قتلت كان أسهل عليه من أن يبلغه أنها زنت، وخص
سبحانه حدَّ الزنا بثلاث خصائص من بين سائر الحدود، أحدهما القتل فيه بأشنع
القتلات، الثاني أنه نهى عباده أن تأخذهم بالزناة رأفة في دينه بحيث تمنعهم من
إقامة الحد عليهم، الثالث أنه أمر سبحانه أن يقام حد الزنا بمشهد من المؤمنين فلا
يكون في خلوة حيث لا يراه أحد...
فاتقوا الله عباد
الله، واجتنبوا الذنوب والمعاصي ما ظهر منها وما بطن... أعوذ بالله من الشيطان
الرجيم ُ:﴿وَٱلَّذِينَ
لَا يَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي
حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا يَزۡنُونَۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ
يَلۡقَ أَثَامٗا ٦ يُضَٰعَفۡ لَهُ ٱلۡعَذَابُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَيَخۡلُدۡ فِيهِۦ
مُهَانًا ٦ إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلٗا صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَئَِّاتِهِمۡ حَسَنَٰتٖۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا ٧٠﴾ الآيات [الفرقان: 68 - 70].
******
الصفحة 7 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد