ما كان خاليًا من المفسدات كالرياء والسمعة والعجب وسائر أنواع الشرك، ولا يقبل من الصدقات إلا ما كان من مال طيب حلال، ولا يقبل من الأقوال إلا ما كان طيبًا، كما قال تعالى: ﴿إِلَيۡهِ يَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ﴾ [فاطر: 10]، ولا يقبل من الأشخاص إلا من كان طيبًا وهو المؤمن، فالمؤمن كله طيب، قلبه ولسانه وجسده، وذلك بما يسكن قلبه من الإيمان ويظهر على لسانه من ذكر الله وعلى جوارحه من الأعمال الصالحة التي هي ثمرة الإيمان وداخلة في اسمه، فهذه الطيبات كلها يقبلها الله، كما في حديث التشهد: (التحيات لله والصلوات والطيبات) ومن أعظم ما يحصل به طيب الأعمال للمؤمن طيب مطعمه وذلك بأكل الحلال، ومن أعظم ما يفسد العمل ويمنع قبوله أكل الحرام، كما في الحديث في الذي يمد يديه: يا رب يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنَّى يستجاب له «لذلك» ([1]) ؟! فدلَّ على أن أكل الحرام وشربه ولبسه يمنع من قبول الدعاء، وفي هذا أكبر زاجر وأعظم رادع لهؤلاء الذين أطلقوا لأنفسهم العِنان في جمع الأموال المحرمة والمكاسب الخبيثة من الربا والرشوة والكذب والغش في البيع والشراء والمقاولات، والاستيلاء على أموال الناس بالخصومات الفاجرة والأيمان الكاذبة وشهادات الزور، وفي ذلك أكبر زاجر وأعظم رادع لهؤلاء الذين يتغذون بالمحرمات ويشربون المسكرات والمخدرات من الخمور والحشيش والأفيون، أو يستعملون المفتِّرات فيشربون الدخان ويمضغون القات، فيتغذون بهذه الأشياء الخبيثة التي تفسد العقل والمزاج وتمرض الجسم وتقتل الرجولة وتجر إلى الرذيلة
([1]) استبدال من طبعة دار المعارف.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد