×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

 وفعل الفواحش والمحرمات، أنَّى يستجاب لهم دعاء؟! وكيف ينشط في الطاعة جسم غذي بمحرم؟! وكيف يكون في عداد الصالحين شخص يتغذى بالخبائث؟! فاتقوا الله عباد الله، واستغنوا بما أحل الله لكم عما حرم عليكم ففي الحلال غُنية عن الحرام.

ـ﴿فَٱجۡتَنِبُواْ ٱلرِّجۡسَ مِنَ ٱلۡأَوۡثَٰنِ وَٱجۡتَنِبُواْ قَوۡلَ ٱلزُّورِ [الحج: 30]. عَوِّدوا ألسنتكم النطق بالكلم الطيب من تلاوة القرآن والتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد لتكونوا من الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿وَهُدُوٓاْ إِلَى ٱلطَّيِّبِ مِنَ ٱلۡقَوۡلِ وَهُدُوٓاْ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلۡحَمِيدِ [الحج: 24].

وتجنبوا الكلام الخبيث كالكذب والغيبة والنميمة والشتم وشهادة الزور، وأيمان الكذب والفجور، لا تنطقوا بهذا الكلام ولا تستمعوا إليه لتكونوا من الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغۡوَ أَعۡرَضُواْ عَنۡهُ وَقَالُواْ لَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡ سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ لَا نَبۡتَغِي ٱلۡجَٰهِلِينَ [القصص: 55].

ومن الكلام الخبيث واللغو المحرم الذي لا يجوز استماعه الأغاني التي سماها الله ﴿لَهۡوَ ٱلۡحَدِيثِ [لقمان: 6]، الذي توعد مَن استمع إليها وانشغل بها عن القرآن بالعذاب المهين، وقد فسر كثير من أكابر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿لَهۡوَ ٱلۡحَدِيثِ [لقمان: 6]، بأنه الغناء، وحلف بالله على ذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ثلاث مرات، مما يدل على خطورة الاستماع إلى الأغاني، وقد تفشَّى هذا البلاء في هذا الزمان فصار الغناء والطرب فنًا من الفنون التي تشجع عليها، ولوسائل الإعلام دور كبير في ترويج هذه الأغاني وتشجيع المغنين والمطربين. وهي أغانٍ ماجنة تشتمل على وصف العشق والغرام، وتبعث على فعل الفواحش والآثام، وتصحب بالمعازف والموسيقى المحرمة بالنص


الشرح