×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

هذا ومما ينبغي التنبيه عليه ما كثر تداوله بين الشباب المتدين من أشرطة مسجل عليها أناشيد بأصوات جماعية يسمونها الأناشيد الإسلامية، وهي نوع من الأغاني، وربما تكون بأصوات فاتنة وتُباع في معارض التسجيلات مع أشرطة تسجيل القرآن الكريم والمحاضرات الدينية، وتسمية هذه الأناشيد بأنها أناشيد إسلامية، تسمية خاطئة؛ لأن الإسلام ليس فيه أناشيد دينية، وإنما فيه ذكر الله وتلاوة القرآن وتعلم العلم النافع.

أما الأناشيد فهي من دين الصوفية المبتدعة، الذين اتخذوا دينهم لهوًا ولعبًا، واتخاذ الأناشيد من الدين فيه تشبّه بالنصارى الذين جعلوا دينهم بالترانيم الجماعية والنغمات المطربة، فالواجب الحذر من هذه الأناشيد ومنع بيعها وتداولها، علاوة على ما قد تشتمل عليه هذه الأناشيد من تهييج الفتنة بالحماس المتهور والتحريش بين المسلمين، وقد يستدل مَن يروّج هذه الأناشيد بأن النبي صلى الله عليه وسلم كانت تُنشد عنده الأشعار ويستمع إليها ويقرّها، والجواب عن ذلك: أن الأشعار التي كانت تُنشد عند الرسول صلى الله عليه وسلم ليست تنشد بأصوات جماعية على شكل أغانٍ ولا تسمى أناشيد إسلامية، وإنما هي أشعار عربية تشتمل على الحِكم والأمثال ووصف الشجاعة والكرم، وكان الصحابة ينشدونها لأجل ما فيها من هذه المعاني وينشدون بعض الأشعار وقت العمل المتعب كالبناء والسير في الليل في السفر، فيدل هذا على إباحة هذا النوع من الإنشاد في مثل هذه الحالات الخاصة لا على أن يتخذ فنًا من فنون التربية والدعوة كما هو الواقع الآن، حيث يلقن الطلاب هذه الأناشيد ويقال أناشيد إسلامية، أو أناشيد دينية وهذا ابتداع في الدين


الشرح