×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

 الخليعة التي تستعمل في الفيديو، وأشرطة الأغاني، قال الله تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشۡتَرِي لَهۡوَ ٱلۡحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ [لقمان: 6].

قال ابن كثير رحمه الله على هذه الآية: لما ذكر تعالى حال السعداء وهم الذين يهتدون بكتاب الله وينتفعون بسماعه، عطف بذكر حال الأشقياء الذين أعرضوا عن الانتفاع بسماع كلام الله وأقبلوا على استماع المزامير والغناء بالألحان وآلات الطرب... إلى أن قال: وقيل أراد بقوله: ﴿يَشۡتَرِي لَهۡوَ ٱلۡحَدِيثِ [لقمان: 6] اشتراء المغنيات من الجواري ثم نقل عن ابن أبي حاتم أنه روى بسنده عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يَحِلُّ بَيْعُ الْمُغَنِّيَّاتِ، وَلاَ شِرَاؤُهُنَّ، وَأَكْلُ ثَمَنِهِنَّ حَرَامٌ» ([1]) وفيهن أنزل الله عز وجل علي: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشۡتَرِي لَهۡوَ ٱلۡحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ [لقمان: 6] انتهى كلامه.

وإذا كان بيع المملوكة المغنية لا يجوز وثمنها حرام مع أنها ينتفع بها في غير الغناء كالعمل والخدمة، فكيف ببيع المواد الخاصة بالغناء كالمعازف والمزامير والأشرطة المملوءة بالأغاني التي غالبها دعوة للعشق والغرام، أو الأفلام التي تعلم الإجرام، كيف تطيب نفس المسلم أن يبيع هذه الأوبئة الخبيثة ويأكل ثمنها أو يتموله؟ وكيف تطيب نفس المسلم أن يشتري هذه الأوبئة الخبيثة والسموم القاتلة المدمرة للأخلاق، ويدخلها في بيته ويمكِّن أولاده ونساءه من استماعها ورؤيتها؟ وكيف تطيب أنفس المسلمين أن يتركوا هذه المواد الخبيثة والأمراض القاتلة تروَّج في أسواقهم وتفتح معارضها بين بيوتهم؟


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (22169).