×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

 لا سيما عند كبرهما، قال تعالى: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّٖ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلٗا كَرِيمٗا ٢   وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرٗا ٢٤ [الإسراء: 23، 24].

وهكذا يأمر الله الوالدين بالإحسان إلى الأولاد في حالة صغرهم وعجزهم، ويأمر الأولاد بالإحسان إلى الوالدين عند كبرهم وعجزهم، وفي هذا تكافل وتعاون بين أفراد الأسرة على ما هو أهم من ذلك وأنفع في العاجل والآجل، وهو التعاون على البر والتقوى وذلك بالتآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر بين أفراد الأسرة الواحدة، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ [التحريم: 6].

فأمر المؤمنين أن يقوا أنفسهم ويقوا مَن لهم عليهم ولاية من أهليهم من النار التي لا ينجي منها إلا فعل الطاعات، وترك المحرمات، والتعاون على البر والتقوى، وكما يجب على الإنسان أن يحرص على نجاة نفسه فإنه يجب عليه أن يحرص على نجاة غيره من أقاربه وإخوانه.

وقال تعالى: ﴿وَأۡمُرۡ أَهۡلَكَ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱصۡطَبِرۡ عَلَيۡهَاۖ [طه: 132] وهذا فيه أن قَيِّم الأسرة محمل مسؤولية أسرته بالأمر بأداء الصلاة وغيرها من الواجبات، وترك المعاصي والمحرمات وهذا يتضمن اتخاذ وسائل الخير في البيوت من التعليم والتأديب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وإبعاد وسائل الشر عن البيوت من الملاهي وكل المظاهر السيئة؛ لأن البيوت هي محل اجتماع الأسرة وتلاقي أفرادها فلا بد أن تكون


الشرح