×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

الأسرة بإذن الله واهتمامه ببقاء الزوجة الصالحة. ثم بعد هذه المرحلة في تكوين الأسرة وهي مرحلة اختيار الزوجين، يهتم الإسلام بتربية الذرية الحاصلة بين هذين الزوجين، فيأمر الوالدين بتنشئة أولادهما على الصلاح والابتعاد عن الفساد، يقول صلى الله عليه وسلم: «مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعٍ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» ([1]) ويأمر صلى الله عليه وسلم بالعدل بين الأولاد في العطية ويمنع الوالد أن يعطي بعض أولاده ويحرم البعض الآخر؛ لأن هذا يفضي إلى العداوة بين الأولاد ويجر إلى القطيعة التي تفكك الأسرة وتهدم بناءها، عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: تصدَّق عليّ أبي ببعض ماله فقالت أمي عَمْرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تُشْهِد رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق أبي إليه يشهده على صدقتي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَفَعَلْتَ هَذَا بِوَلَدِكَ كُلِّهِمْ؟» قَالَ: لاَ، فَقَالَ: «اتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا فِي أَوْلاَدِكُمْ». فَرَجَعَ أَبِي، فِي تِلْكَ الصَّدَقَةَ ([2]).رواه مسلم.

وحث النبي صلى الله عليه وسلم على حسن تأديب الأولاد، فقال صلى الله عليه وسلم: «مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدًا مِنْ نَحْلٍ أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ» ([3]) رواه الترمذي. وروى ابن ماجه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أَكْرِمُوا أَوْلاَدَكُمْ وَأَحْسِنُوا أَدَبَهُمْ» ([4]).

وكما أمر الله الوالدين بتربية الأولاد والإحسان إليهم وحسن تأديبهم فقد أمر الأولاد برد هذا الجميل والإحسان إلى الوالدين وبرهما


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (495)، وأحمد رقم (6689)، والحاكم رقم (708).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (1632).

([3])  أخرجه: الترمذي رقم (1952)، وأحمد رقم (16710).

([4])  أخرجه: ابن ماجه رقم (3671).