تَسۡتَخِفُّونَهَا يَوۡمَ
ظَعۡنِكُمۡ وَيَوۡمَ إِقَامَتِكُمۡ﴾ [النحل: 80] فذكر أولاً بيوت المدن لأنها الأصل،
وهي للإقامة الطويلة، وجعلها سكنًا بمعنى أن الإنسان يستريح فيها من التعب والحركة
وينعزل فيها عما يقلقه فيحصل على الهدوء والراحة، ثم ذكر تعالى بيوت الرحلة
والنقلة فقال: ﴿جَعَلَ
لَكُم مِّنۢ بُيُوتِكُمۡ سَكَنٗا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ ٱلۡأَنۡعَٰمِ بُيُوتٗا تَسۡتَخِفُّونَهَا يَوۡمَ ظَعۡنِكُمۡ وَيَوۡمَ إِقَامَتِكُمۡ﴾ [النحل: 80] يعني
وجعل لكم بيوتًا خفيفةً من الخيام، والبيوت المصنوعة من جلود الأنعام تستعملونها
في حالة الإقامة المؤقتة في السفر...
فنعمة السكن في
البيوت من أعظم النعم، وتأملوا مَن لا يجد سكنًا يؤويه ماذا تكون حاله، وأنتم
تسكنون في هذه البيوت الحديثة المزوَّدة بكل وسائل الراحة من الإنارة والتكييف
الصيفي والشتوي والمياه المتدفقة العذبة الحارة والباردة، كل ذلك من نعم الله في
المساكن، وذلك مما يستوجب الشكر والثناء على الله بما هو أهله؛ لأن ذلك «من منِّه
وفضله» ([1]) منة وفضل.
عباد الله: إن بيت المسلم يجب
أن يكون متميزًا عن غيره من البيوت بفعل ما شرعه الله للمسلمين في بيوتهم من ذكر
الله والإكثار من صلوات النوافل فيها، وقراءة القرآن وخلوها من وسائل الفساد.
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ وَالْبَيْتِ الَّذِي لاَ يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ كَمَثَلِ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ» ([2])
([1]) استبدال من طبعة دار المعارف.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد