وعن ابن عمر رضي
الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اجْعَلُوا مِنْ صَلاَتكُمْ فِي
بُيُوتِكُمْ وَلاَ تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا» ([1]). أي صلوا فيها من
النوافل ولا تجعلوها كالقبور مهجورة من الصلاة.
وعن أبي هريرة رضي
الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تَجْعَلُوا
بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ. إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي
تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ» ([2]) وقال: «عَلَيْكُمْ
بِالصَّلاَةِ فِي بُيُوتِكُمْ فَإِنَّ خَيْرَ صَلاَةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ
إِلاَّ الْمَكْتُوبَةَ» ([3]). روى هذه الأحاديث
مسلم في صحيحه، وهذه الأحاديث وما جاء بمعناها تدل على مشروعية إحياء بيوت
المسلمين وتنويرها بذكر الله من التهليل والتسبيح والتكبير وغير ذلك من «أنواع
الذكر، وإحيائها، بالإكثار من صلاة النافلة فيها؛ لأن صلاة النافلة في البيوت أفضل
من» ([4]) صلاتها في المسجد،
وفيها النهي عن جعل البيوت مثل القبور، مهجورةً من صلاة النافلة فيها.
وفي الأحاديث الترغيب بقراءة القرآن في البيوت ولا سيما سورة البقرة وأن قراءتها في البيت تطرد الشيطان، وإذا توفرت هذه الأمور في البيوت: ذكر الله فيها، وصلوات النوافل. وقراءة القرآن، أصبحت مدرسةً للخير يتربى فيها من يسكنها من الأولاد والنساء على الطاعة والفضيلة. وتدخلها الملائكة وتبتعد عنها الشياطين. وإذا خلت البيوت من هذه الطاعات صارت قبورًا موحشةً وأطلالاً خربةً، سكَّانها موتى القلوب وإن كانوا أحياء الأجسام، يخالطهم الشيطان وتبتعد عنهم
([1]) أخرجه: البخاري رقم (422)، ومسلم رقم (777).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد