ملائكة الرحمن، فما ظنك بمَن يتربى في هذه
البيوت كيف تكون حاله وقد تخرج من هذه البيوت الخاوية الخالية من ذكر الله والتي
هي مقابر لموتى القلوب؟ إن هذه البيوت ستؤثر تأثيرًا سيئًا على مَن تربى فيها،
وسكنها، فكيف إذا انضاف إلى خلوّها من وسائل الخير شغلها بوسائل الشر وأسباب
المعاصي بحيث يتوفر في تلك البيوت الفيديو بأفلامه الخليعة التي تدعو إلى الفحشاء
والمنكر؟ بما تعرضه من صور الفساد والدعارة أمام الأولاد والنساء.
وتتوفر في تلك
البيوت أشرطة الأغاني الماجنة التي تغري بالعشق والغرام، والطرب والإجرام، في تلك
البيوت مَن يترك الصلاة ويتهاون بالجمع والجماعات. وقد همَّ النبي صلى الله عليه
وسلم بإحراق مثل هذه البيوت بالنار على مَن فيها ممن يتخلّفون عن صلاة الجماعة،
فكيف بمَن يتركون الصلاة نهائيًّا.
إن مثل هذه البيوت،
وهي اليوم كثيرة، تكون أوكارًا للشر وجراثيم مرضية تفتك في جسم الأمة الإسلامية،
يجب علاجها أو استئصالها حتى لا تؤثر على مَن حولها، كما همّ النبي صلى الله عليه
وسلم بتحريق أمثالها ولم يمنعه من ذلك إلا ما فيها من المعذورين ومَن لا تجب عليهم
صلاة الجماعة من النساء والذرية. قد يكون بعض هؤلاء له منصب كبير في المجتمع بأن
يكون من كبار الموظفين أو كبار الأثرياء، فيأتيه الشيطان فيقول له: أنت أكبر من أن
تخرج إلى المسجد وتصلي مع الناس لأن هذا يقلل من شأنك ويضعف هيبتك، فيترك الصلاة
في المسجد ترفعًا وكبرًا. وقد يكون بعضهم مشغولاً بماله، وقد ورد في الحديث أن مثل
هؤلاء يحشرون يوم القيامة مع نظرائهم من المتكبرين. فعن عبد الله بن
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد