×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الصلاة يومًا فقال: «مَن حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا وَبُرْهَانًا وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ تَكُنْ لَهُ نُورًا وَلاَ بُرْهَانًا وَلاَ نَجَاةً، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ» ([1]) رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو حاتم وابن حبان في صحيحه - قال الإمام ابن القيم رحمه الله: إنما خص هؤلاء الأربعة بالذكر لأنهم من رؤوس الكفرة.

وفيه نكتة بديعة، وهو أن تارك المحافظة على الصلاة إما أن يشغله ماله أو ملكه أو رئاسته أو تجارته، فمَن شغله عنها ماله فهو مع قارون، ومَن شغله عنها ملكه فهو مع فرعون، ومَن شغله عنها رئاسة ووزارة فهو مع هامان، ومَن شغله عنها تجارته فهو مع أُبيّ بن خلف.

عباد الله: إن هؤلاء الذين جعلوا بيوتهم بهذه الصفة القبيحة، خالية من ذكر الله مشغولة بآلات اللهو ومواطن للكسالى والعصاة، والمتخلفين عن الصلاة، إن هؤلاء حريّون بالعقوبة بأن تنهدم عليهم تلك البيوت أو تحترق أو يشردوا منها على يد عدوهم فيبقوا بلا مأوى كما شرد خلق كثير من مساكنهم اليوم وأبعدوا عن ديارهم؛ لأنهم لم يشكروا نعمة الله عليهم بهذه المساكن وبارزوه فيها بالمعاصي، والمعاصي تدع العامر خرابًا، وتحول النعمة عذابًا.

عباد الله: ومما يجب أن يُصان عنه البيت المسلم الصور والكلاب؛ لما روى أبو طلحة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ تَدْخُلُ الْمَلاَئِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلاَ صُورَةٌ» ([2]) رواه البخاري ومسلم،


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (6576)، وابن حبان رقم (1467)، والبيهقي في « الشعب » رقم (2565).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (3053)، ومسلم رقم (2106).