×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

 وفي رواية لمسلم: «لاَ تَدْخُلُ الْمَلاَئِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَتَمَاثِيلَ» ([1]) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَتَانِي جِبْريل عليه السلام فَقَالَ لِي: أَتَيْتُكَ الْبَارِحَةَ فَلَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَكُونَ دَخَلْتُ إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ عَلَى الْبَابِ تَمَاثِيلُ، وَكَانَ فِي الْبَيْتِ قِرَامُ سِتْرٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ، وَكَانَ فِي الْبَيْتِ كَلْبٌ، فَمُرْ بِرَأْسِ التِّمْثَالِ الَّذِي فِي الْبَيْتِ يُقْطَعُ، فَيَصِيرُ كَهَيْئَةِ الشَّجَرَةِ، وَمُرْ بِالسِّتْرِ فَلْيُقْطَعْ فَلْيُجْعَلْ مِنْهُ وِسَادَتَيْنِ مَنْبُوذَتَيْنِ تُوطَآنِ، وَمُرْ بِالْكَلْبِ فَلْيُخْرَجْ» ([2]) رواه أبو داود والترمذي، وقال: حسن صحيح، ورواه ابن حبان في صحيحه، وفي هذين الحديثين دليل على تحريم تعليق الصور على جدران الغرف والمجالس والمكاتب، والاحتفاظ بها للذكريات ونحوها، وفيها دليل على عقوبة من فعل بحرمانه من دخول ملائكة الرحمة في بيته وحينئذ يخسر خسرانًا مبينًا.

وقد ابتلي بعض الناس اليوم بهاتين الظاهرتين السيئتين، فترى بعضهم يضع الصور في براويز ويعلقها على الجدران في الغرف والمكاتب، والبعض الآخر يحتفظ بالصور في صناديق خاصة من أجل الذكريات للأولاد والأصدقاء، والبعض الآخر ينصب تماثيل كبيرةً أو صغيرةً للآدميين أو للحيوانات أو للطيور ويجعلها على طاولات المجالس ونحوها للتجميل، وكل هذا من مظاهر الوثنية وفعل الجاهلية؛ لأن نصب الصور وتعليقها من وسائل الشرك كما حصل لقوم نوح وقوم إبراهيم من الشرك بسبب الصور والتماثيل؛ ولأن في تلك الصور مضاهاة لخلق الله عز وجل، وذلك من أعظم الكبائر، وبعض الناس قد


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2106).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (4158)، والترمذي رقم (2806)، وأحمد قم (8045).