كلٌّ منَّا موقفه من هذا القرآن العظيم وليعرض
أعماله عليه، هل هي موافقةٌ لما جاء فيه، أو مخالفةٌ لأوامره ونواهيه؟ قال الله
تعالى: ﴿قَالَ
ٱهۡبِطَا مِنۡهَا جَمِيعَۢاۖ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ فَإِمَّا
يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَىٰ ١٢ وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن
ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ
١٢٤ قَالَ
رَبِّ لِمَ حَشَرۡتَنِيٓ أَعۡمَىٰ وَقَدۡ كُنتُ بَصِيرٗا ١٢٥ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتۡكَ
ءَايَٰتُنَا فَنَسِيتَهَاۖ وَكَذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمَ تُنسَىٰ
١٢٦﴾ [طه: 123- 126].
عباد الله: وبين أيدينا الآيات
الكونية في السموات والأرض تدل على عظمة خالقها. وتبعث على خشيته ومحبته والخوف
منه، قال تعالى ﴿قُلِ
ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَمَا تُغۡنِي ٱلۡأٓيَٰتُ
وَٱلنُّذُرُ عَن قَوۡمٖ لَّا يُؤۡمِنُونَ﴾ [يونس: 101] وقال تعالى: ﴿أَفَلَمۡ يَنظُرُوٓاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوۡقَهُمۡ كَيۡفَ
بَنَيۡنَٰهَا وَزَيَّنَّٰهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٖ
٦ وَٱلۡأَرۡضَ
مَدَدۡنَٰهَا وَأَلۡقَيۡنَا فِيهَا رَوَٰسِيَ وَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا مِن كُلِّ
زَوۡجِۢ بَهِيجٖ ٧ تَبۡصِرَةٗ وَذِكۡرَىٰ لِكُلِّ عَبۡدٖ مُّنِيبٖ ٨﴾ [ق: 6- 8].
كثيرٌ من الناس يكون
نظره إلى هذه الآيات الكونية لا يعدو نظر البهائم بحيث يكون مقصورًا على متعة
النفس وترفيهها، ولا ينظر إلى ما فيها من الحِكَم والأحكام، وما تدل عليه من قدرة
الخالق وعظمته، فيتعلق قلبه به خشيةً وإجلالاً ومحبةً.
وقد قال الله تعالى في هذا الصِّنف من الناس: ﴿وَكَأَيِّن مِّنۡ ءَايَةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ يَمُرُّونَ عَلَيۡهَا وَهُمۡ عَنۡهَا مُعۡرِضُونَ ١٠٥ وَمَا يُؤۡمِنُ أَكۡثَرُهُم بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشۡرِكُونَ ١٠﴾ [يوسف: 105، 106]. إن كثيرًا من الناس إذا رأوا آلةً مخترعةً تعجبوا منها وأُعجِبوا بمخترعها وأشادوا به. ولهذا أُعجِبوا بهذه المخترعات العصرية وصاروا يطلقون على مخترعيها لقب العلماء مع أنهم في الحقيقة من أجهل الناس فيما خلقوا من أجله، ومن أجهل
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد